اللحم "الحرام" يعود مجددا شهر رمضان المقبل

الجزائر بحاجة إلى ثلاث سنوات على الأقل للتخلص من وباء الحمى القلاعيةكشف مصدر وزاري مطلع أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية منحت ما يقارب 45 ترخيص استيراد كمية لا تقل عن 50 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة استعدادا لشهر رمضان المقبل، وأفادت مصادرنا في هذا السياق أن الوزارة تستعد لمضاعفة الواردات من اللحوم الحمراء لتغطية العجز في اللحوم الحمراء الناجم عن وباء الحمى القلاعية، مشيرة في هذا الإطار إلى أن تقارير وزارة الفلاحة حول هذا المر، أكدت أن الجزائر بحاجة لأكثر من ثلاث سنوات للقضاء على هذا الوباء الذي لا يزال موجودا وبشكل ملحوظ خاصة في ولايات الوسط، على غرار ولاية تيزي وزو التي شهدت عودة قوية للمرض خلال الأشهر الأخيرة.وأشارت مصادرنا إلى أن وجهة الاستيراد هذه المرة تعدت اللحوم الهندية والبرازيلية، حيث يتجه الخواص المرخص لهم بالاستيراد من قبل وزارة الفلاحة، إلى دول أمريكا اللاتينية على غرار الأرجنتين والأورغواي والباراغواي، على الرغم من إيقاف الاستيراد من هذه البلدان سابقا، إضافة إلى الوجهة الهندية المعتمدة دائما في استيراد اللحوم، رغم التحذيرات المتواصلة من قبل مختلف الهيئات الرقابية على غرار معهد باستور، حيث شكك في العديد من المرات في صلاحية اللحوم المستوردة منها، حيث قالت مصادرنا إن التراخيص الجديدة تكتفي بوجود علامة حلال من المذابح الأجنبية للبلدان المستورد منها، في وقت لا تزال الهيئات الرقابية ومصالح مكافحة الغش تؤكد أن العلامة من دون حضور مراقبين من الجزائر لعمليات الذبح غير كافية، خاصة مع انتشار المذابح غير الشرعية في دول أمريكا اللاتينيىة، خاصة وأن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ترفض إدراج مستوردي اللحوم ضمن قائمة الواردات الخاضعة لرقابة هيئات مكافحة الغش التابعة لوزارة التجارة، إضافة إلى رفضها تعميم رخص الاستيراد التي سيصادق عليها ضمن قانون الاستيراد الجديد الذي قدمه وزير القطاع التجاري عمارة بن يونس إلى البرلمان.وأثار موضوع استيراد اللحوم الهندية والبرازيلية، السنة الماضية، جدلا كبيرا بعد التقارير التي تم إصدارها حول حرمة هذه اللحوم، حيث ذهب البعض إلى التشكيك في ذلك، بحجة صرع الحيوان قبل ذبحه في هذه البلدان، وهي المشكلة ذاتها التي ستعاني منها وزارة الفلاحة هذه المرة أيضا، إذ يعرف أن دول أمريكيا اللاتينية هي الأخرى تشرع في عملية الصرع قبل النحر ولا تعترف بعلامة حلال، وهو ما سيضع الوزارة الوصية هذه المرة أمام مشكل حقيقي في حال إثبات حالات لحوم حرام دخلت إلى الجزائر بواسطة مستوردين خواص.