قبل انقضاء ولاية المجالس المحلية المنتخبة التي دخلت البلديات و الولايات عام 2017 وجد التغيير في الجزائر نفسه مرغما على استدعاء الهيئة الناخبة إلى محليات جديدة ، أرادتها الإصلاحات الرئاسية لبنة أخيرة في مسار بناء ديمقراطي مرصوص تكتمل به مؤسسات الدولة و ترسم خطا غليظا بين جزائر تحكمت فيها شرذمة من المسؤولين ، فتحت المحاكم ملفاتهم بتهم مختلفة تعلّقت باختلاس المال وافشاء الفساد و جزائر جديدة جدّية ، تمنح الحقّ للقانون في تتبّع من قد يفسدون أو يستغلون مناصبهم لأهدافهم الشخصية ، إصلاحات تفتح الآفاق لكلّ مقومات الأمّة من أجل المشاركة في البناء و إحقاق ديمقراطية تقاسم المهام و تسيير البلديات و الولايات تسيّرا لا ينحصر في نخبة بل مفتوح على الكفاءات التي ترى نفسها قادرة على العطاء و ليس إلانة المنصب لتحقيق الضيّق من المآرب ، من هذا الباب انطلقت منذ أشهر التحضيرات لانتخابات محلية تجدد مجالس البلديات و الولايات عبر 58 ولاية في الجمهورية الجزائرية و تصل اليوم العملية إلى مرحلة الحملة الدعائية التي تخوضها التشكيلات السياسية و أيضا القوائم المستقلة لعلّها تصل إلى الإقناع من أجل التصويت لبرامجها و تكون بذلك قد حقّقت سبقا في الوصول ، و هي التي ملأت وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي و كافة المنصات الرقمية بانتقاد لاذع للقانون العضوي للانتخابات الذي حرمها أو بالأحرى حرم نخبتها من الوصول إلى المنافسة بعد أن فشلت في جمع التوقيعات فحيّدتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن ميادين التباري السياسي فوجدت نفسها أمام حتمية تغيير القوائم الاسمية أو التوجه إلى المحاكم الإدارية مودعة شكاوى و تظلمات ، فحكمت ذات المحاكم بما يمليه القانون في انتظار إفصاح السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن آخر الأرقام ، و التوجه إلى تدشين الحملة الدعائية . .و لكن كيف ستكون الحملة في ظل غياب أحزاب تعّود عليها المواطن- حتّى و إن لم ينتخب لصالحها - و قد ملأت الساحة السياسية حضورا بغضّ النظر عن هذا الحضور ، و كيف ستكون الحملة و قد غابت أحزاب كبرى عن ولايات كبرى ؟ وكيف ستكون الحملة أيضا و المؤشرات دلّت منذ أسابيع أنّ تشكيلات سياسية لم تكن في الحسبان قد طفت على الساحة و قد تحدث الطفرة كما أحدثها المستقلون و منها تلك التي حققت نتائج محمودة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة ؟
أضف إلى ذلك كلّه الخطر الذي لا يزال قائما بشأن وباء كوفيد 19 الذي مهما كانت التطمينات لا يعني أنّه اندحر؟ فهل سيزيد الوباء في تعميق مأساة الأحزاب بإفراغ القاعات و المساحات من الجمهور و هي الأماكن الفارغة منذ عهود انتخابية سابقة ؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz