تقع في الحياة على عاتق كل واحد في المجتمع مسؤولية ما تتحدد وفقا لموقعه في المجتمع، وباعتبار الأسرة هي لبنة المجتمع ففيها تتحدد المسؤولية حيث يقتسمها الأب والأم مناصفة.م. رونظرا لتطورات المعيشة والتغيرات المجتمع فقد باتت تلك المسؤولية هاجسا يخافه الرجل والمرأة على حد سواء، وكل منهما يحاول التهرب منها وإلقائها على الطرف الآخر، وفي هذه الحالات غالبا ما يكون الرجل متهما رئيسيا، إذ أن بعض النساء تقوم تقريبا بجل الأعمال بما فيها تلك التي يتوجب على الرجل القيام بها.يعود أمر تحمل المسؤولية إلى شخصية كل من الرجل والمرأة، فمن الناس من يحب القيام على كل التفاصيل بنفسه والوقوف على قضاء مشاغل البيت والأولاد، وهذا النوع يجد نفسه تلقائيا يستحوذ على صلاحيات شريكه بل ويصادره نهائيا في بعض الأحيان.في حالات نادرة جدا نجد المرأة مهووسة بالتسوق وتبادل الزيارات مع صديقاتها والاهتمام بنفسها ومظهرها على حساب عائلتها وأطفالها، في هذه الحالة نجد الرجل الأب يقوم باحتواء أطفاله والاهتمام بهم بشكل كاف من أجل سد غياب الأم، وفي مقابل ذلك قد يأخد الرجل الدور السابق ويبالغ في عنايته بنفسه مهملا عائلته وهنا تككون المرأة هي الكل في الكل..."طبيعة المجتمع" و"عمل الرجل" يجعل المسؤولية من نصيب المرأةأكد السيد محمد أن المرأة هي التي تأخذ الدور الأكبر من حجمها في مجتمعنا العربي حين يغيب الزوج عن البيت، حيث تأخذ على عاتقها مسؤولية تربية الأولاد والمحافظة على البيت في غياب الزوج، بل إنها قد تقوم بمهام المنزل الأسرية ذات الطابع الخارجي التي عادة ما يقضيها الرجل.ترى إحدى السيدات وهي أم لأربعة أطفال، أنها ومنذ زواجها قبل أكثر من 25 سنة وعلى عاتقها مسؤولية الأولاد والبيت والتسوق، وتؤكد أنها تعودت على أن تقضي حوائج البيت كاملة دون زوجها حيث أعطاها المسؤولية التامة لها متخلي عنها لانشغاله بعمله وبمنصبه، حيث تقول "إن كل هذه المهام لا تشغل بالي كثيراً وأنا أؤديها بشكل طبيعي، ولكن هناك بعض الأمور لا بد أن يكون الرجل عمادها أو يشارك فيها بشكل كبير، بينما أغلب الرجال إما يتهربون منها أو لا يجدون الوقت الكافي لها وهي تربية الأولاد، فنحن نلاحظ أن الأم هي التي تقوم بهذا الدور كاملا في أغلب الأحيان في مجتمعاتنا، فإذا كان الأب يعمل أكثر من ثماني ساعات يوميا فهو يأتي إلى البيت قبل المغرب، وهو حال أغلب الرجال في بلادنا، لذا فالمسؤولية بالنسبة له بعيدة كل البعد وأزيحت على ظهره"...الرجال متهمون بالتملص من المسؤوليةتؤكد سمية أن أغلب الرجال لا يبالون بحجم الوقت الذي يقضونه مع أسرهم، فهم يأتون إلى البيت متعبين وعادة ما يقضون هذا الوقت في النوم، وفي بعض الحالات ينشغلون بمهام أخرى سواء من قبل العمل أو أعمال خاصة مع الأصدقاء، أو أي أمور أخرى، وتضيف لا يقف الأمر عند هذا الحد، فأغلب الرجال لا يهتمون لأي شيء ناقص في البيت، حيث تقوم المرأة بجميع المهام بما فيها الذهاب للمستشفيات ومراجعة طبيب الأسنان التي عادة تحتاج إلى رجل، متسائلة هل قدر المرأة أن تقوم بكل هذا والرجل إما أن يكون نائما أو في عمله، حيث أن الرجل مقصرا في أداء واجباته المنزلية ويترك المرأة في دوامة الحياة تصارعها وحيدة، وهمه الشاغل إيجاد الملابس نظيفة، والبيت على أكمل وجه، والأولاد من النجباء، والأكل والشرب، ناسيا أنه هناك امرأة على عاتقها حمل ثقيل تريد من يتقاسمه معها..."من المبالغة المغالاة في اتهام الرجل بالتقصير"على عكس الآراء التي تتهم الرجل بالتقصير وتبالغ في ذلك ترى الأستاذة سميرة أن هناك بعض النساء يبالغن في اتهام الرجل بالتقصير، فهناك الكثير من الرجال المتميزين، و لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا قاموا بها في سبيل الحفاظ على كيان الأسرة بشكل متماسك وبعيد عن المشاكل، فمن شراء الحاجيات بشكل أسبوعي إلى متابعة المستشفيات من ناحية المواعيد إلى تعليم الأولاد بمساعدة الأم طبعا، حيث من المستحيل ترك هذا الأمر على الأب، قائلة إلا أن بعض الرجال يشعر بنوع من الملل من ناحية المتابعة المدرسية ولكون بعضهم في أعمالهم في الصباح فإنهم يتركون هذه المهمة للمرأة بمتابعة الأبناء...النساء أكثر من يرافق أبنائهن إلى المدارسقالت خديجة أستاذة في الطور الابتدائي، إن أغلب اللقاءات المدرسية التي تخص رؤية الأولياء للأساتذة للسؤال عن أحوال أبنائهم أكثرها من النساء، وإذا كان الرجال مشغولين في أعمال كما يدعون فإن القدوم إلى المدرسة لخمس دقائق ليس من الصعب عليه القيام به، مضيفة أن مهمة متابعة الأبناء في المدارس لا يمكن تركها على الأمهات وفي اعتقادي إن هذا الأمر يؤثر سلبيا على حالة الولد النفسية الذي لا يشعر بالرضا إلا إذا كان والده يتابعه، حيث مرت علينا حالات كثيرة من هذا النوع، ونجد في أغلب الأحيان عدم راحة من الطفل إذا كانت الأم هي التي تتابعه ليس احتقارا لدور الأم أو عدم رضا عنها ولكن ما نلمسه هو أن الولد يشعر أن والده هو قدوته الأولى والأخيرة ولذلك يصيبه الإحباط النفسي نتيجة لذلك، ونادرا ما نلمح حضور الآباء إلى المدرسة، لأن الأولاد الذين يتابعهم آباؤهم بنوع من الفخر والاعتزاز يحاولون تصحيح مسارهم إذا كانوا مخطئين ويتحفزون أكثر إذا كانوا مجتهدين، فعلى الآباء أن ينتبهوا لهذه النقطة، خصوصا وأن هناك مشاكل كثيرة يمر بها أطفال هذا العصر جراء تشابك أمور الحياة بالجوانب الإعلامية ووسائل الاتصال الحديثة التي تجعلهم في منأى عن الحياة الأسرية الحقيقية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com