الكف على القلب

أسعار النفط رغم أننا ندخل فصل الشتاء تنخفض، والمملكة السعودية التي ترفع شعار الأخوة والإسلام والمحبة، ترفض خفض انتاجها حتى ترتفع الأسعار وينتفع اخوة الإسلام واخوة العروبة، لأن الحقيقة هذه البلاد مع كل أسف لها اخوة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومحبة غريبة تجعلها تضحي بكل البلدان من أجل عبادة واشنطن، كما حطمت العراق ورفضت خفض انتاجها حين طلب العراق دلك لالتقاط انفاسه واصلاح شؤونه الداخلية بعد حربه مع الفرس ، والنتيجة يعرفها الجميع كما يعرف حال العراق اليوم، الغريب في حكاية المملكة السعودية مع اسعار النفط واشقائها العرب، أنها حين تسعى لرفع انتاجها لتستفيد إسرائيل والغرب من انخفاض الأسعار تخسر هي أيضا ليس خسارة مادية وفقط بل خسارة حتى في امنها، فبعد ان رفعت الانتاج ورفضت تخفيضه بعد خروج العراق من حربه مع ايران، النتيجة كانت النتيجة ان امن الخليج صارت مهدد من إيران بعدما كان العراق في زمن صدام حسين السد المنيع والحارس الأمين لهذه الدول، ولكن حب أمريكا والهيام بها الذي كاد يصل حد العبادة جعل من يتحكم في تسيير النفط السعودي يضرب مصلحة شعوب الخليج ومصالح الشعوب العربية واستقرارها ضرب الحائط ، فقط لترضى واشنطن وخلفائها الغرب، ولا ضير ان ضاع العرب وضاعت الشعوب ودخلت في اتون فتن كما يحدث اليوم، وكل ما يحدث اليوم سببه فتنة النفط الذي لا يريد العرب التحكم فيه ولكن صار متحكم فيهم بنفطهم، ومع ما وصلت اليه الأوضاع اليوم وبداية انخفاض اسعار النفط لم يعد لدول مثل الجزائر سوى وضع الكف على القلب ما دام انها لم تفكر في المستقبل ولم تفكر في بناء اقتصاد مصنع وليس مستورد.