من المعلوم أن لكل عمل تربوي منهجية واضحة متسلسلة مبنية على مبدإ التدرج، أي الانتقال من المعلوم إلى المجهول، ومن المكتسبات السابقة إلى المعارف الجديدة، ومن البسيط إلى المركّب، ومن السهل إلى الصعب، ومن مكتسبات المتعلم إلى المعلومات الجديدة، ومن القاعدة إلى التمارين.. وهذه المبادئ لم تراعَ في بعض الكتب المقررة، ومنها:كراس النشاطات اللغوية للسنة الخامسة الابتدائية: 1-لقد تضمن هذا الكراس في صفحتين (5، 6) ثمانية تمارين تتعلق بدرس واحد وهو (كأنّ وأخواتها)، كما تضمن أيضا في صفحة 18 أربعة تمارين على (كأن وأخواتها)، وكذلك في صفحة 40 تضمّن أربعة تمارين أخرى تتعلق بنفس القاعدة؛ أي (كأن وأخواتها) فهل هذه منهجية أم فوضى؟كيف يتطرق كراس أنشطة، موجّه إلى التلاميذ، إلى تمارين تطبيقية لها علاقة بدرس واحد ثلاث مرات في الفصل الأول، قبل أن يقدم المعلم هذه القاعدة التي برمجت في الفصل الثاني حسب توزيع وترتيب نصوص المادة للسنة الرابعة الابتدائية، أي يقدمها المعلم في الصفحة 106؟ - كما تضمّن أيضا 17 تمرينا في صفحاته (16-24-26-42) على درس واحد وهو (كأن وأخواتها) والتي تقدم حسب الترتيب الوارد في كتاب نصوص المادة في الفصل الثاني، أي في صفحة 102.وهذا الخلط يطرح عدة احتمالات منها:1- الارتجال في العمل وغياب الجدية.2- انعدام التنسيق بين المؤلّفين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين من وضعوا المناهج من جهة.3- أنهم يجهلون طرائق التدريس ومبادئها وأسسها، وإلا كيف نطالب التلاميذ بإنجاز تمارين تطبيقية لقاعدة لم تُقدّم إليهم ولم يعرفوها؟ وإذا كانوا يعرفونها لماذا تُقدّم إليهم في الفصل الثاني؟ إنه إشكالٌ لا يقدم عليه إلاّ المخبول عقليا.كيف تنجح مدرسة يشرف عليها هؤلاء إشرافا مباشرا أو غير مباشر عن طريق وضع المناهج وتأليف الكتب وإسداء النصائح والتوجيهات لأصحاب الميدان؟إن الصنعة تدل على الصانع... والدليل على هذا أن المقاربة بالكفاءات التي تغنّى بها الكل لم يتمكّن أصحابها من ترجمتها ترجمة عملية يفهمها المعلم، ويستفيد منها التلميذ؛ فالمناهج المقررة بما في ذلك الدليل، والوثيقة المرافِقة والكتب والأسئلة والتمارين كلها عبارة عن طلاسم لم ترقَ بعد إلى المناهج والكتب التقليدية.ولهذا لا نتعجب إذا حلّت الفوضى والارتجال في المدرسة محلّ الجدية والالتزام، وانهارت القيم، وتقهقر المستوى التعليمي في جميع المستويات في عصر التقدم لا التأخر.مفتش التربية والتعليم الابتدائي سابقا
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/04/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com