الكتابة وسيلة للصمود والبقاء

هي الوسيلة الأنجع لتوصيل ما يحس به المٍرء إلى الغير من آمال و أحزان وهي تترجم الأحاسيس والشجون والغضب والثورة، هي الكتابة التي يتواصل من خلالها الكاتب مع المحيط الخارجي، يحملها أفكاره، الهامة، شعوره ويتقاسم من خلالها تجاربه في الحياة ومسيرته ونظرته للماضي والحاضر والمستقبل، وهي حسب الإعلامية والدبلوماسية والأستاذة الجامعية والمؤلفة عائشة كسول، الطريقة الأنجع للبدء في التغيير أو للحلول دون الاستسلام لمشاكل الحياة ومطباتها.كشفت عائشة كسول في تقديمها، أول أمس، لكتابها “La Colombe de kant”، للمشاركين في اللقاء الأدبي بمكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، أنه يحكي قصة امرأة “ع.ك” التي راحت تمشي بخطى صغيرة وثابتة في رحلة للبحث عن الاتجاهات الضائعة وعن الذات وعن القيم والأحاسيس وعن الجزائر وتاريخها، في محاولة منها لفهم السبب الذي جعل الاديولوجيا الدينية المتعصبة تطمس الإحساس بكل ما هو جميل وتقتل الأفكار الرائعة التي يحملها الأدب في طياته ومؤلفاته وموهبة رجاله ونسائه.
ويحمل الكتاب الصادر عن دار النشر القصبة، بين صفحاته 206، والذي اعتبره البعض بمثابة الرواية الوطنية “الكثير من السيرة الذاتية للكاتبة وقصتها مع المتغيرات التي ألمت بالمجتمع الجزائري تحديدا مند بداية التسعينات، حيت طغت الأفكار المتطرفة التي دخلت على المجتمع الجزائري وأفقدته حسه المرهف ووسع تطلعاته وآماله .
هي القصة تقول، التي “تمشي فيها البطلة طويلا من محطة إلى أخرى من حياتها كأستاذة في الجامعة، ومقدمة برنامج ثقافي بالإذاعة، وقنصل بأوروبا، وهي رحلة الغوص في تاريخ الجزائر القديم وتركيزها على بعض الشخصيات الرمز ك “حنبعل، سانت اوغيستان”، وتحليلها الفلسفي والنفسي لأوضاع الجزائر وللجزائري الذي تقول في خلاصة القول إنه في حاجة للعيش في وئام بين الروح والذات وهو سر السعادة.
ورجوعا إلى “ الكتابة و أهميتها، قالت عائشة كسول إن هذه الأخيرة هي الوسيلة الوحيدة للبقاء والاستمرارية، والتي تجعل الإنسان يتعلم الكثير من الحياة ويسافر مع أحلامه وأمانيه و يبقي رجليه دائما ثابتة في الأرض.