الجزائر

الكان رهان القارة لتناسي مآسيها على مدار ثلاثة أسابيع



الكان رهان القارة لتناسي مآسيها على مدار ثلاثة أسابيع
تعطى مساء اليوم إشارة انطلاق الدورة التاسعة والعشرين من نهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد عام واحد من إسدال الستار على نسخة غينيا الاستوائية والغابون التي شهدت تسيد المنتخب الزامبي لعرش القارة الكروي، وقد منح الاتحاد الإفريقي للعبة شرف احتضان النسخة الحالية لجنوب إفريقيا، بعد أن كان مقررا إقامتها في ليبيا ، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها الجماهيرية، منذ مطلع العام 2011. انطلاقة يميزها تواجد 16 منتخبا طموحا لمعانقة اللقب وخلافة كتيبة هيرفي رونار في قمة الهرم الكروي الإفريقي، بعد صراع ستكون بدايته اليوم ويمتد إلى غاية العاشر فيفري المقبل، وفي غياب بعض «كبار» القارة يتقدمهم المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات الغائب لثاني مرة على التوالي، وكذا أسود الكاميرون التي روضها منتخب الرأس الأخضر وتأهل بالمناسبة لأول مرة في تاريخه للنهائيات، في الوقت الذي عاد إلى حظيرة الكبار منتخب إثيوبيا بعد 31 سنة من الغياب.
وبمنح بلد العم مانديلا شرف احتضان الدورة الحالية، مكنت الكاف المنتخبات الحاضرة في الدورة التاسعة والعشرين من جميع فرص البروز وفرض الذات، حيث تتوفر جنوب إفريقيا على ملاعب ومرافق رياضية بمواصفات عالمية علاوة على البني التحتية الموروثة عن المونديال الأخير، ورغم أن فيلة كوت ديفوار قصدت جنوب إفريقيا في ثوب المرشح للتتويج باللقب نظرا لتمتعها بجميع مواصفات البطل وتواجد جيل ذهبي يقوده الفيل ديدييه دروغبا على مشارف التقاعد، إلا أن باب الترشيحات يبقي عديد المنتخبات في الواجهة لذوبان الفوارق والتغيير الحاصل على الخارطة الكروية الإفريقية، بدليل تتويج منتخب زامبيا بآخر لقب على حساب منافس من العيار الثقيل، كما أن المنتخب الوطني تحت قيادة وحيد حليلوزيتش كان أول الملتحقين بجنوب إفريقيا على أمل أن يكون آخر وأسعد مغادريها، على اعتبار أن الرجل الأول في المنظومة الكروية الوطنية محمد روراوة قد وفر جميع سبل العمل والنجاح لكتيبة حليلوزيتش وطالبها بأداء مشوار أفضل من آخر ظهور لها في الكان، ما يعني أن هدف الخضر لن يقل عن التواجد في المحطة النهائية ولم لا العودة بثاني لقب قاري في تاريخ الكرة الجزائرية، سيما وان المنتخب يضم لاعبين مميزين ينشط اغلبهم في اكبر النوادي الأوروبية، ورغم نقص الخبرة والتجربة إلا ان روح المجموعة والرغبة في الفوز التي تحذو فغولي ورفاقه كفيلة بدفع لاعبينا إلى الخروج من مجموعة الموت وقول كلمتها في المحفل الكروي القاري.
وبعد عام واحد من آخر نسخة تبدو الوجوه المشاركة مألوفة، إذ باستثناء لاعبي إثيوبيا وجزر الرأس الأخضر، فإن باقي النجوم الإفريقية معروفة لدى محبي ومتتبعي المستديرة، مع بقاء باب التألق والبروز مفتوحا أمام بعض النجوم التي تستحق المتابعة والاهتمام على غرار مدلل أنصار الخضر سفيان فغولي نجم نادي فالنسيا الإسباني والمنتقل حديثا إلى مرسيليا فؤاد قادير والوافد الجديد فوزي غلام صاحب ال21 عاما والذي لفت الأنظار في الدوري الفرنسي هذا العام مع ناديه سانت ايتيان، كما يرتقب بروز لاعبي المنتخب الغاني المتعود على إنجاب المواهب، وفي مقدمة هؤلاء نجم نادي بورتو كريستيان أتسو الذي سارع البعض إلى مقارنته بالأسطورة ليونيل ميسي، في حين يرشح المتتبعون المدافع المغربي الشاب عبد الحميد الكوثري لاعب فريق مونبيلييه الفرنسي، و الذي شارك في اولمبياد لندن في الصائفة الماضية، والتونسي عبد القادر الوسلاتي لاعب أتليتيكو مدريد الإسباني ورايان مينديش لاعب جزر الرأس الأخضر والذي يدافع عن ألوان نادي ليل الفرنسي، وغيرهم من النجوم الإفريقية الساعية من اليوم إلى إسعاد عشاقها، ومحاولة دفع الأفارقة إلى نسيان مشاكلهم اليومية ومآسيهم، خاصة في ظل الحروب والصراعات التي تعيش على وقعها عديد الدول، حيث يعرف محبو الكرة في القارة السمراء بتعصبهم لمنتخباتهم وعشقهم اللعبة الأكثر شعبية، التي ستكون من اليوم محور انشغال سكان القارة وحديثهم اليومي.
نورالدين - ت


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)