الكارثة الحقيقية

من الطبيعي ان تخرج الكوارث في عطلة في انتظار دخول المسؤولين على مختلف مستوياتهم لمباشرة مهامهم هذا ان كانوا يباشرونها فعلا لانهم العام بطوله وهم عطلة، اقول هذا الكلام لأن الكثير من المسؤولين خاصة على المستوى المحلي يرون ان الكوارث في عطلة تماما مثل ما هم في عطلة، الغريب ان وزراء ومسؤولين كبار بقوا في مناصبهم رافضين العطل السنوية بسبب ما تواجهه البلاد من مخاطر، ورغم ان الكثير من المسؤولين معينين وليسوا منتخبين من طرف الشعب، أي انهم من حقهم نيل قسط من الراحة ولن يؤنبهم الضمير بما انه تم تعينهم ولم يتم انتخابهم من قبل الشعب، ولكن شتان بين من عين لكفاءته، وبين من رشحه الحزب لكثرة نفاقه، وانتخبه الشعب لانه لم يجد البديل. وقد ظهر نتائج المنتخبين حين صار يسافر مير من اقصى الجنوب ليقضي عطلته في باريس، في الوقت الذي يقضي احمد اويحي عطلته في شاطئ بتلمسان، الغريب في هذه الحكاية ان الزلزال في العاصمة والفيضانات في اقصى الجنوب بسبب الأمطار تسببت في كوارث، ولكن مسؤولي هذه المناطق خاصة رؤساء البلديات يعتقدون أن الكوارث تشببهم لهذا لن تحدث حين يكونون في عطلة، وربما يعتقدون في قرارة انفسهم انهم هم الكارثة الحقيقية على الناس، ومهما كانت نتائج الكوارث الطبيعية فإنها لن تكون ككوارث هؤلاء المنتخبين لانهم هم الكارثة الحقيقية