الجزائر

الكاتب موسى السعدي :تجاهل الشهادات الحية يهدد مصداقية الكتابة التاريخية



الكاتب موسى السعدي :تجاهل الشهادات الحية يهدد مصداقية الكتابة التاريخية
بنبرة متفائلة تحدث المؤلف موسى السعدي في حديثه ل"الجزائر الجديدة" عن خمسينية الاستقلال التي سوف تميط اللثام عن الكتاب اللذين بقيت كتبهم مكدسة بين جدران دور النشر، و ينتظر من هذه المناسبة أن تعطي دفعا قويا فيما يخص خير جليس في الأنام خاصة ما تعلق بالكتابة التاريخية حسبه التي تعرف ركودا رهيبا في الجزائر مرجعا ذلك الركود إلى نقص في الدراسات المختصة التي تساهم في إحياء التراث الحضاري للأمة والحفاظ بالتالي على هويتها القومية والوطنية باعتبار أن الحديث عن التاريخ يتطلب توفير المادة الحية التي عايشت الحدث، داعيا في خضم حديثه إلى ضرورة إنشاء هيئة وطنية تكمل الكتاب التاريخي في الميدان يستطيع من خلالها المهتم بهذا النوع من الكتابة التأكد من صحة المعلومات المقدمة إليه، وشدد المجاهد على ضرورة استثمار الشهادات الحية الصادرة عن الشخصيات التاريخية التي كانت حاضرة، وعاشت الثورة، والاستفادة من أرائها باعتبارها بمثابة شهود عيان يمكن أن تكون مرجعا مهما يستند إليه في الكتابة التاريخية، ونوه المتحدث إلى ضرورة استنطاق الذاكرة الحية لتكون قاعدة ينطلق منها باعتبارها تمثل هوية الوطن وتراثه ومرجعيته التي يرى أنها على شفير الاندثار لأن أغلب هؤلاء الشهود العيان، والمجاهدين قد توفوا، ومن بقي منهم أصبح منطويا وقابعا في منزله ،يقول محدثنا :"على هذه الهيئات المسؤولة إعادة كتابة التاريخ وما عايشته الجزائر في ظروف قرن ونصف من الاستعمار، والنزول إلى الميدان، والتقرب من هذه الشخصيات أو المرجعيات التاريخية كما يسميها، ومحاولة دغدغة أفكارها للحصول على معلومات وصفحات كانت طي النسيان، وخاصة شهود العيان الموجودين في الأرياف والقرى الجزائرية الذين لم يصل إليهم المنقبون، وباحثو التاريخ التي تحوي معلوما ت، ووثائق تخص الثورة التحريرية والاستعمار ولا تزال مجهولة لأنها بقيت بعيدة عن صفحات كتب التاريخ الجزائري إلى حد الساعة، وفي نفس السياق دعا صاحب كتاب " صفحات من طي النسيان " إلى ضرورة التفات السلطات المعنية والدولة بشكل عام إلى الشعب ويقول أنه بدون شعب لا يمكن أن يكون هناك وطن، أو تاريخ فالشعب حسبه هو الذي خلق الجزائر في الثورة التحريرية، وهو الذي شيدها ولهذا يجب أن يكون أيضا هو المرجع الذي يمتلك التراث التاريخي، والشهادات الحية والذاكرة الحقة فيما يخص التاريخ الجزائري، وقد شبه ذلك بما حدث في جمع الحديث النبوي الشريف بعودة المدونين إلى الصحابة وأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن عاشوا معه وعايشوا أحداث مجيء الإسلام ونزول القرآن، وكذلك الذين خاضوا معه الحروب والغزوات واعتمد عليهم في تسجيل التاريخ الإسلامي، ونفس الأمر يقول السعدي ينطبق على فترة الاستعمار والثورات الشعبية وثورة الفاتح نوفمبر فيما بعد، بالموازاة مع ذلك يؤكد على ضرورة الحفاظ على الأماكن التي تحوي الهوية الوطنية، على غرار الزوايا، والمدارس التي كانت قائمة في عهد الاستعمار، ويدعو السلطات المعنية لبناء مدارس ومساجد مكانها ،وأن تجعل لتدريس القرآن الكريم وتحويل أخرى إلى متاحف تحفظ فيها هذه الهوية، وأن تقام فيها مكتبات للمطالعة والتزود بزاد العلم، وتحمل أسماء الشهداء، والشخصيات التي مرت بها ذات يوم.
صباح شنيب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)