يرى الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، أن الوجهة الجزائرية سجّلت في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف السيّاح، وذلك بفضل تغير سياسة الترويج والإشهار عبر مختلف وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المشاركة في مختلف المعارض السياحية وهو ما سلّط الضوء على الجزائر، ما يحتّم عليها اليوم الذهاب نحو الصناعة السياحية، فلم يعد الحديث عن قطاع فقط، بل أصبح المجال بمثابة آلة صناعية وعملية اقتصادية بما تحمل الكلمة من معنى، تجلب السياح والعملة الصعبة وتستحدث مناصب عمل، فسرير سياحي واحد يؤدي إلى استحداث منصبي شغل.أوضح سليماني في تصريح ل "الشعب"، أنّ الحديث عن الصناعة السياحية اليوم يعني خلق دورة اقتصادية متكاملة بين العديد من الفواعل ابتداء من السفر، وما يتبعه من وكالات السفر وخطوط النقل الجوية البحرية والبرّية، اللوجيستيك، الفندقة، المطاعم، المنتجعات السياحية، المحلات التجارية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنّ الأرقام تتحدث عن زيارة مليوني سائح للجزائر، وهنا يجب التفريق بين الجالية الجزائرية التي ستكون رافدا كبيرا ومنشطا للسياحة بالجزائر، سيما إذا استفادت من تخفيض التذاكر لصالحها في شهر رمضان بنسبة 50 بالمائة، فسيسمح بدخول عدد كبير للسياح.
أما الأجانب المولعون بالصحراء فهذا حديث آخر، خاصة وأنّ الجزائر تتوفر على كل الأنماط السياحية الموجودة في العالم من سياحة صحراوية، جبلية، الشواطئ، السياحة الريفية، التخييم، السياحة البيئية، الدينية على غرار الزوايا والأضرحة والمزارات الدينية، بالإضافة إلى الآثار المعروفة بها بلادنا عالميا كالطاسيلي، الأهقار، والاغريقية منها واليونانية، فالحديث هنا هو على سبع مواقع مصنفة لدى اليونيسكو كواد ميزاب، تاغيت جرجرة وغيرها.
وأكّد سليماني أنّه يمكن من خلال استغلال الأنماط المتوفرة الوصول إلى 5 % مساهمة في الدخل الخام في حال سير الأمور كما يجب، عبر تقديم التسهيلات وإشراك الشباب في العملية الاستثمارية وتأهيل المؤسسات الفندقية، والسماح للقطاع الخاص بتسييرها مع بقاء الدولة كمراقب ومحرك للدورة الاقتصادية السياحية.
في المقابل، أشار المتحدّث إلى أنّ السياحة الشتوية يقود للحديث عن السياحة الصحراوية المعروفة جدا، وسمعتها تجاوزت حدود الجزائر بكل من تاغيت، جانت، أدرار، تيميون، غرداية، بوسعادة وغيرها...، بالإضافة إلى الشمال كحظيرة تيكجدة، شيليا بخنشلة، الشريعة بالبليدة، لالا ستي بتلمسان فهي الأخرى رافد من روافد السياحة ومدرة للثروة، غير أنه يجب تحرير الاستثمار ودخول القطاع الخاص بقوة، ناهيك عن التوزيع العادل للعقار السياحي من أجل إنشاء البنية التحتية الكفيلة بإنعاش هذا النوع من السياحة من فنادق ومنتجعات صيفية وشتوية، بالإضافة إلى شبكات النقل المختلفة بما فيها "التليفريك" في المرتفعات، وشق مسالك لتسهيل الذهاب نحو التخييم.
من جهة أخرى، شدّد سليماني على الوكالات السياحية بضرورة عدم البقاء وحصر نشاطها في الحج والعمرة، بل يجب وضع دفتر خاص لها من أجل جذب السياح الأجانب للوجهة الجزائرية، خاصة مع التسهيلات التي قدمتها الدولة في هذا الخصوص على غرار مكتب منح التأشيرة "الفيزا" بمطار جانت، وهو ما ينتظر تعميمه ببعض المطارات ما من شأنه ضمان عمل الوكالات بنظام التفويج للسيّاح من كل دول العالم، والتعريف بأكبر دولة في إفريقيا وما تزخر به من تنوع تضاريسي ومناخي وحتى ثقافي وتاريخي.
وبخصوص الشباب أشار المتحدث إلى أهمية استغلال فكرة المؤسسات الناشئة، سيما المنصات الرقمية ودورها في الترويج الالكتروني للسياحة من خلال بعض المؤثرين، الذين تركوا بصمة جميلة جدا وخدمت الوجهة الوطنية من الذين روجوا للسياحة الداخلية، والتي بإمكانها أن تكون قيمة مضافة حقيقية، وكشفت عن كثير من المناطق وغير المعروفة لدى الجزائريين، مشيرا إلى أنّه مع فكرة توقيع برتوكول اتفاقي مع الشركات الوطنية الناشطة في مجال التربية، الصحة، سوناطراك، سونلغاز مع القطاع العمومي السياحي أو الخاص ما من شأنه ضمان نشاط سياحي داخلي دائم، وبالتالي حركية اقتصادية على أن يواكب ذلك أيضا الحركية الثقافية والسينمائية والرياضية والشبابية، حتى تكون هناك عجلة تحرّك كل القطاعات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعاد
المصدر : www.ech-chaab.net