الجزائر

القصور الحمراء المنسية



حين نتحدث عن القصور الجزائرية يخطر ببال الكثير قصور الداي والباي والباشا وخداوج العمياء، وغيرها من تلك المعالم الجميلة المتواجدة في مدن الساحل والمحولة أغلبها إلى متاحف ومؤسسات ثقافية، فيتناسى الكثير من القصور الحمراء الراسخة أسسها على أطراف الواحات على حواف الكثبان الرملية الذهبية، والتي تصنع فخر صحرائنا الكبيرة.كما يكثر الحديث في كل موسم سياحي صحراوي عن جمال الصحراء الشاسعة ومناظرها الخلابة، وعن الجولات التي تنظمها وكالات السياحة والأسفار وعن المهرجانات الفنية والتقاليد، لكن نادرا ما نعرج في حديثنا على القصور العتيقة، تلك الكنوز الأثرية والتاريخية والحضارية، التي تروي كل طوبة من طوب بناياتها وأسوارها حكايات وتفاصيل عن الساكنة بالمنطقة وعن تقاليدها، وأعراقها الضاربة جذورها في عمق التاريخ، وعن مقاومتها الثابتة ضد الظروف المناخية الصعبة وضد الغرباء والطامعين.
ويعود الاحتفال كل سنة خلال شهر «التراث» لنفتخر بكنوزنا في المحافل الدولية والوطنية مناسباتيا فقط، متناسين للأسف أن بصحرائنا معالم مهددة بالزوال والاندثار، هي في أمس الحاجة إلى أن تتضافر كل الجهود لحمايتها من النهب والتخريب والعمل على ترميمها وتصنيفها والحفاظ عليها كإرث للإنسانية، قصور تنتظر منا جميعا كمسؤولين ومختصين ومجتمع مدني ومواطنين أن نفكر في سبل وديناميكية حقيقية اقتصادية، تجعل منها قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ومادة خام لأكبر مشروع من شأنه أن يساهم في انتعاش السياحة بالجزائر.
للمهمة اليوم وجهتان: الحفاظ على القصور الصحراوية للأجيال القادمة كجزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، وجعلها في قلب الانتعاش الاقتصادي والسياحي الذي قد يضمن العيش الكريم لنا ولهم.
والمهمة لا تحتاج منا سوى التحلي بالروح الوطنية، والاستعانة بالكفاءات وبحاملي الأفكار والمشاريع الناجعة والمعاصرة بعيدا عن بيروقراطية القرارات والجهوية الصماء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)