خرج القسنطينيون نهار أمس رغم برودة الجو إلى مراكز الانتخابات لأداء حقهم الدستوري وواجبهم المعنوي تجاه بلدهم، حيث تحملوا مسؤولية اختيار الوجوه التي ستدافع عن حقوقهم خلال العهدة الانتخابية المقبلة، محملين إياهم المسؤولية أمام الله وأمام الوطن، وقاد ساعد تحسن الجو في الساعات الأولى من اليوم على خروج العديد من العائلات للتصويت والانتخاب، كما كانت الفرصة مواتية للعديد من العائلات لتبادل الزيارات والعودة إلى الحي القديم ومسقط الرأس بعدما فضلوا عدم تغيير مراكز تصويتهم، على غرار سكان المدينة الجديدة علي منجلي الذين فضل معظمهم العودة إلى أحيائهم القديمة من أجل التصويت...
وتنافس نهار أمس بقسنطينة 2600 مترشح من بينهم 655 من النساء، ضمن القوائم الانتخابية المودعة من طرف الأحزاب والتجمعات السياسية التي دخلت هذا المعترك الانتخابي وعددها 18 حزبا تنافسوا على عضوية المجلس الولائي والمجالس الشعبية البلدية الإثني عشر، حيث تم تسجيل مجموع 728 مترشحا من ضمنهم 185 مترشحة من العدد الإجمالي للمتسابقين على نيل مقعد بالمجلس الولائي، فيما تم تسجيل مجموع 1872 مترشحا للفوز بالتمثيل في المجلس البلدي من ضمنهم 470 مترشحة.
وقد تم تسجيل بعض الخروقات من طرف بعض الأحزاب المتنافسة والتي لم تحترم أجل ومدة الحملة الانتخابية، حيث واصلت بعض الأحزاب السياسية حملتها الانتخابية إلى غاية يوم الاقتراع، وهو ما وقفنا عليه خلال تجولنا بوسط المدينة، حيث شاهدنا حافلة نقل مسافرين تحمل صورا إشهارية لحزب معين وتدعو إلى التصويت عليه.
ولعل ما ميز العملية الانتخابية التي انطلقت في ساعاتها الأولى بعاصمة الشرق الجزائري، الإقبال المميز لكبار السن والنساء مع أولى ساعات الاقتراع، حيث وقفت «المساء» خلال تنقلها عبر عدد من المراكز مع بداية العملية الانتخابية، على توافد كبار السن والنساء خاصة على المراكز الانتخابية لأداء هذا الحق والواجب، الذي سيساهم في تحسين الأمور المعيشية للمواطن. وأثناء زيارتنا لأحد المراكز الانتخابية بمتوسطة عبد الحق عبد المجيد بحي الدقسي، وقفنا على عديد العينات المشاركة في هذا الموعد الانتخابي، وممن أثاروا انتباهنا الشيخ الحاج رمضان في عقده التاسع الذي أبى إلا أن يشارك رفقة حفيده وعدم التفريط في حقه الذي يخوله له الدستور، حيث أكد لنا أنه خرج في هذا اليوم لتلبية نداء الواجب الوطني، داعيا الشباب إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع باعتبارها أعطت الكثير لهم وهي أمانة لابد المحافظة عليها. كما أثار انتباهنا أيضا خلال الجولة الصباحية التي قمنا بها عبر المكاتب الانتخابية بحي دقسي، الشاب أمين البالغ من العمر 26 سنة، الذي يعاني من إعاقة جسدية والذي جاء إلى المركز الانتخابي على كرسيه المتحرك، وكله عزم وإرادة على المشاركة في هذا المشهد السياسي للتغيير السلمي، معتبرا انه لن يفوت أداء واجبه بالرغم من إعاقته كما أنها لم تكن يوما سببا في عزوفه عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، بل بالعكس فهو في الموعد كل اقتراع.
من جهته، دعا السيد نور الدين بدوي، والي قسنطينة، على هامش أدائه واجبه الانتخابي بمدرسة محمد جعفر بالمنظر الجميل، دعا المواطنين بولاية قسنطينة، إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي، كون هذه الانتخابات تعتبر مصيرية. مضيفا أن التصويت هام وضروري لتمثيل المواطنين في المجالس البلدية والولائية، لأن ذلك يعتبر استكمالا لمسيرة التنمية بعاصمة الشرق الجزائري. واعتبر والي قسنطينة هذا الموعد مختلفا تماما عن الانتخابات التشريعية، خاصة بعد الإصلاحات التي عرفتها الجزائر في مجال قانون الانتخابات وقانون البلدية. مضيفا أن المساهمة القوية للمواطن والتصويت سيكون لا محالة في صالح المواطن بالدرجة الأولى، لأنه سيستجيب لتطلعات الطبقة الشعبية.
تاريخ الإضافة : 29/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زبير ز شبيلة ح
المصدر : www.el-massa.com