الجزائر

القسنطينيون تائهون.. وفرة بالجملة وأسعار في السماء



عجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، بعمليات بيع أضاحي العيد للسنة الجارية 2023، بعاصمة الشرق الجزائري. وباتت تضاهي نقاط البيع التي تحددها السلطات المحلية كل سنة من أجل تسويق الكباش؛ على غرار سوق الخروب، والبعراوية، والسوق الأسبوعي للسيارات ببلدية حامة بوزيان، حيث بات الموالون يتنافسون في عرض سلعهم عبر الفضاء الأزرق، سواء عبر صور، أو عبر مقاطع فيديو، يروّجون فيها للماشية التي يبيعونها.رغم العروض الكثيرة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لعملية بيع الأضاحي بعاصمة الشرق، إلا أن قاعدة "العرض والطلب"، لم تُحترم، حيث لم تشفع عمليات البيع الواسعة وكثرة الخرفان، للمواطنين في اقتناء أضحية العيد بالأثمان التي يريدونها. وبات مبلغ 5 ملايين سنتيم لا ينفع صاحبه في شراء خروف متوسط، تم تحديد سعره بين الباعة بشكل عفوي أو عن قصد، فوق 7.5 ملايين سنتيم، في حين فاقت أسعار الكباش الكبيرة 10 ملايين سنتيم، ووصلت إلى 15 مليون سنتيم حسب السلالة، وحسب الوزن.
النعاج ب6.5 ملايين سنتيم رغم منع بيعها
يجازف بعض الموالين الذين يعرضون سلعهم عبر أسواق ولاية قسنطينة والتي وقفت "المساء" عليها، ببيع أنثى الكبش أو ما يُعرف بالنعجة أو الرخلة رغم منع القانون الجزائري خلال الفترة الأخيرة، هذا التصرف؛ قصد الحفاظ على السلالة، والسماح للقطعان بالتكاثر والزيادة في العدد؛ حيث استقطب هذا الأمر عددا من أرباب العائلات، الذين لم يتمكنوا من مجاراة أسعار الكباش الباهظة، لكن العدوى انتقلت إلى النعاج أيضا، بعدما وقفت "المساء" على أسعار وصلت إلى 6.5 ملايين سنتيم، عبر عدد من التجمعات التي خصصها أصحابها لبيع أضاحي العيد بمزارع ببلدية مسعود بوجريو.
مواطنون يعزفون عن الأبقار لغلاء أسعارها
حتّم غلاء أسعار الماشية الخاصة بأضحية العيد، على عدد من العائلات بقسنطينة، التوجه من اقتناء الخرفان إلى اقتناء الأبقار، خاصة أن هذه الأخيرة يمكن، وفق الشرع، الاشتراك في ثمنها بين 5 و7 أفراد، وهو الأمر الذي يساعد أرباب العائلات، لكن في ظل توجه عدد كبير من الناس لاقتناء الثور من أجل أضحية العيد، بات سعر هذا الأخير في ارتفاع مستمر؛ إذ فاق سعر الثور الذي لا يتعدى وزنه 300 كلغ، مبلغ 60 مليون سنتيم. أما الثور الذي يفوق وزنه 400 كلغ من السلالات المستوردة من الخارج، فقد يفوق ثمنه 80 مليون سنتم، حسب ما رصدت "المساء" بإحدى المزارع بمنطقة البشكارة التابعة لبلدية الخروب. ووصل سعر الأنثى أو العجلة التي لا يتعدى وزنها 300 كلغ من غير البقر الحلوب، إلى حدود 40 مليون سنتيم.
الموالون يبررون...
وبالحديث إلى الموالين، يجد كل موال جملة من الأسباب من أجل تبرير هذا الارتفاع الفاحش في أسعار أضاحي العيد، والتي زادت، حسب بعض المتابعين، من 2 إلى 3 ملايين سنتيم دفعة واحدة مقارنة بالسنة الفارطة؛ حيث يجتهد كل موال سواء عبر النقاط المخصصة للبيع أو عبر الأسواق الأسبوعية، في إبراز التضحيات التي قام بها من أجل توفير الماشية؛ سواء من خلال السهر على رعايتها، أو القيام بالرعي والحراسة، وتوفير الأكل والشرب، وهي كلها تكلف أموالا باهظة تتعدى 5 ملايين سنتيم في السنة، حسب الموال، الذي يتهم، من جهة أخرى، السماسرة بإلهاب الأسعار، وتحقيق فوائد أكثر منهم، وبأقل جهد، مؤكدين أنهم سيحققون فوائدهم بأقل تعب عند بيع الخرفان للجزارين بدون عناء التنقل إلى الأسواق.
الدين ينهى عن الحديث على غلاء الأسعار
ومن جهة أخرى، ينصح الأئمة والمختصون في الشريعة الاسلامية بتفادي الحديث عن غلاء الأضحية؛ إذ ستكون قربانا لله عز وجل؛ حيث يدعون، على غرار الإمام عبد المجيد معروف من مسجد عائشة أم المؤمنين بحي الصنوبر ببلدية قسنطينة، المقتدرين من الناحية المادية، إلى اقتناء أضاحي تليق بهذا القربان، وبالأضحية التي ستقدم لله بدون الدخول في متاهات السعر. كما ينهون غير المقتدرين عن تكليف أنفسهم في أمر يُعد من السنّة التي يُستحب إحياؤها بدون التشديد على الناس أو المبالغة، خاصة أن الأجر سيصلهم، حسب نيتهم، وأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان ضحى عن نفسه، وعن فقراء هذه الأمة، معتبرين أن المقصد من عيد الأضحى، هو الامتثال لأوامر الله، وليس من أجل أكل اللحم، والتفاخر، والرياء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)