القاضي الفرنسي مارك ترفيديك المكلف بملف تبحرين يغادر منصبه

سيغادر القاضي الفرنسي، مارك ترفيديك، المكلف بالتحقيق في قضية "رهبان تيبحرين" منصبه على رأس محكمة القطب الجزائي المتخصص في القضايا الإرهابية والجريمة المنظمة، شهر سبتمبر المقبل ليتسلم مهامه كنائب رئيس المحكمة العليا بليل.وحسب ما ذكره موقع "فرنس أنفو"، أمس، فالقاضي تريفديريك المعروف بتوليه التحقيق في قضايا مهمة، في إطار مكافحة الإرهاب، سيغادر منصبه بعد عشر سنوات قضاها كقاض مختص في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، وهذا وفقا للقانون الصادر سنة 2001، والذي ينص على أنه لا يمكن لأي قاضي أن يبقى في مهمة مختصة لأكثر من 10 سنوات.فالقاضي تريفديريك الذي ذاع صيته وخاصة في الجزائر، بعد توليه التحقيق في قضية "مقتل رهبان تيبحرين"، تقلد منصبه في محكمة القطب المتخصص في قضايا الإرهاب منذ سنة 2006، وتولى عدة قضايا مهمة منها قضية اعتداء "كراشي" في 2002، كما تخصص في مهمة القضاء على شبكات الجهاديين، وقال في تصريح ل"فرانس أنفو" بعد قرار تحويله "لن أقول وداعا لقضايا مكافحة الإرهاب"، وتأسف للقانون الذي جعله يترك ملفاته الكبرى وراءه قبل أن يكملها، ليشير إلى أنه سيعود حتما بعد عامين أو ثلاثة، وسيرى المنصب الجديد بعيون متفائل، ليضيف خبرات في مجال آخر.ومعلوم أن القاضي تريفديك استطاع خلال سنة 2014 افتكاك موافقة السلطات القضائية الجزائرية، لفتح التحقيق من جديد من خلال استخراج جماجم الرهبان السبعة الذين اغتيلوا سنة 1996، على يد عناصر الجماعية الإرهابية "الجيا"، حيث تم أخذ عينات للجماجم لتشريحها من جديد، في إطار التعاون القضائي بين الجزائر وفرنسا، وقد أثار هذا الأخير الكثير من الجدل في الجزائر وفرنسا، بسبب مواقفه في القضية، وهذا من خلال محاولته الضغط على القضاء الجزائري لأخذ العينات، ونقلها إلى فرنسا، في مقابل رفض السلطات القضائية الجزائرية ذلك، ورغم المحاولات الحثيثة وتصريحاته الرامية إلى التشكيك في القدرات والإمكانات العلمية لفرق التحقيق الجزائري، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، ليصدر نهاية سنة 2014 إنابة قضائية جديدة للقضاء الجزائري، تراجع من خلالها عن طلب نقل العينات إلى فرنسا، ليعرض عليهم أن يتنقل خبراء فرنسيون للجزائر للتعاون بمعية الخبراء الجزائريين لإجراء تحاليل "الدي أن أي" للعينات، حيث سيتنقل الخبراء الفرنسيون وبحوزتهم أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال، للتوصل إلى النتائج بدقة، وفي أسرع وقت، قبل أن تتعرض العينات للتلف، هذا في انتظار تعيين قاض جديد بدل ترفيديك ليواصل مهمة التحقيق في القضية التي أسالت الكثير من الحبر مؤخرا.