القاصة ميمي قدري تصور بلغة جميلة ألم الحياة في "زهور في خيال الحب"

صدر حديثا للقاصة ميمي قدري مؤلف جديد وسمته ب”زهور في خيال الحب”، مجموعة لا يمكنها إلا أن تثير الدهشة وسط القراء، حيث ببساطتها يسهل الولوج إلى عالمها الجميل بينما صعب الخروج لعمقها، تضم مجموعة من القصص وكل قصة تحمل تشعبا وعديد الأحداث التي ترافق شخصياتها وزمانها ومكانها، إلى جانب الموضوع الذي تتناوله واللغة والأفكار التي استعملتها الكاتبة في أحاديثها بغية إثارة المتلقي ودفعه إلى الدهشة والتعجب.وظفت الكاتبة أسلوب السرد في هذه المجموعة لأنها تعي تماماً وبذكاء لعبة تحريك الكلمات، خاصة من خلال ما ترسمه القاصة من واقع معاش ممزوج بنكهة خيالية وليس خيالاً محضاً وذلك ما أضفى عذوبة وروعة على تصوير المواقف مما ساعد في إخراجها واضحة الملامح جلية القسمات، حيث تكتب في هذه المجموعة القاصة بتلقائية وعفوية بعيدة عن كل تجميل وتنميق، لأنها تدرك أن الجمال الطبيعي أكثر جاذبية وأن المتلقي الذكي قادر على تمييز الأصيل من الهجين، وأبرز ما جاء في مجموعتها ما يلي نص ”أنين اللقاء”، ”مقبرة الروح”، ”اغتيال براءة”، ”زهور على مذبح الحب”، ”نزيف الصمت”، ”دماء الوطن”، ”أنا والسرطان”، ”الزجاج المشروخ”، ”صفعة الحقيقة” وغيرها. إنّا عناوين موغلة في الوجع وهموم الواقع تحمل من الآلام والوجع والحرمان ما يكفي لان تصوره هذه النصوص في عناوين مختلفة تمتاز بقوتها ودقتها، كما تضم وراءها أسرار عديدة بعيدة عن الأمل والفرح ليس حبا منها أن تنكد العيش وإنّما أن تلامس الواقع بما فيه وتتعاطف مع البشر المهمشين من جانب السعادة والسرور وهو ما صورته في قصة ”نزيف الصمت” التي تعبر عن الصمت دون الحركة أو محاولة عناق الحياة الجميلة وكذا ما وصفته فيها عن المرض المؤلم والخبيث.