رغم التحذيرات والحملات التحسيسية
القاتل الصامت يحصد الأرواح مع بداية الشتاء
لازالت حوادث الغاز كابوسا متواصلا في الجزائر يحصد أرواح المئات من الضحايا تزامنا مع تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة والشعور بالبرد بحيث يهب الكل إلى مقاومته بإشعال المدافئ المنزلية فينقلب خيرها إلى شر بسبب التسيب والإهمال وعدم التقيد بشروط استعمالها وإخضاعها إلى الصيانة قبل إشعالها هي كلها شروط غائبة مما يؤدي إلى حوادث مميتة أودت بحياة عائلات بأكملها.
نسيمة خباجة
سمعنا عن حوادث الاختناق بالغاز هنا وهناك رغم التساقط المتأخر للأمطار في هذا الموسم بحيث بدأت خيرات المطر منذ حوالي أسبوع مما اقترن بتسجيل حوادث للغاز في مدن متفرقة بل حتى قبل تساقط الأمطار وانخفاض درجة الحرارة تم تسجيل اختناقات بالغاز التي صارت أحداثا روتينية في مجتمعنا بعد ان بات الغاز يهدد حياة العائلات رغم الآليات الفعالة لمحاربة تلك الحوادث المميتة التي تضعها المصالح المختصة على غرار الحماية المدنية ومصالح سونلغاز فأجهزة الإنذار هي إحدى الطرق التي تم تفعليها لمراقبة تسرب الغاز عبر البيوت وتجنب تلك الحوادث المميتة.
الصيانة شرط غائب
ما إن انخفضت درجة الحرارة وشعر الكل بالبرد حتى هبوا إلى إشعال المدافئ المنزلية لكن تلك العملية تمت من طرف ارباب الاسر دون الاستعانة برصّاصين مؤهلين للرقابة ونزع الغبار عن تلك المدافئ باعتبار انه يساهم في انسداد فتحات التهوية بالمدفئة فتلك السلوكيات العشوائية هي ما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول مدى الالتزام بشروط الصيانة والرقابة الدورية لمدافئهم وسخانات الحمام فتباينت الآراء تقول السيدة فريدة إنّ زوجها قام فعلا بإشعال المدفأة المنزلية خاصة مع البرد القارس الذي عرفته الآونة الأخيرة والتي استلزمت استخدام المدافئ من اجل مقاومة البرد وعن رقابة المدفئة قالت: لا لم نراقبها وهي تشتغل بطريقة طبيعية وتؤدي مهمتها لكن لا نغفل عن التهوية خلال الفترة الليلية وأضافت انها تكتفي بشمعة المدفئة فقط ولا تتركها مشتعلة بصفة كلية تجنبا لأي تسرب على حد قولها.
اما السيد إسماعيل فقال انه قام برقابة وصيانة المدفئة المنزلية بجلب رصّاص مختص إلى البيت من اجل ذات المهمة خاصة مع كوارث الغاز التي تحدث في كل سنة وأضاف انه لم يراقب فقط المدفأة بل حتى سخان الحمام كونه يسبب هو الآخر حوادث بسبب تسرب الغاز منه ورأى ان تلك الخطوات هي جد هامة لحفظ سلامة أفراد الأسرة ولو يفعلها كل رب أسرة لما سمعنا بالحوادث المميتة كما أشار إلى ضرورة التهوية وفتح النوافذ لاسيما في الفترة الليلية لتجنب أي طارئ.
حملات وومضات للتحسيس
تجندت مختلف المصالح من اجل التوعية والتحسيس بمخاطر الغاز الطبيعي الذي يتسبب في حصد أرواح المئات سنويا وتزداد مآسيه خلال فصل الشتاء بسبب التسربات وحوادث الاختناق فالومضات الاشهارية مكثفة عبر القنوات التلفزيونية بما فيها العمومية والخاصة والتي تحذر وتوصي بضرورة التهوية وصيانة أجهزة التدفئة المنزلية وعدم العبث بالأرواح فالشعور بقليل من البرد لا يودي بالحياة بل تسرب الغاز هو من يفتك بالحياة وبالتالي لابد من الشعور بالمسؤولية لضمان السلامة من حوادث الغاز كما شارك متعاملي الهاتف النقال في الجزائر بإرسال رسائل تحذر الناس من مخاطر الغاز دون ان نغفل دور مصالح الحماية المدنية التي تتجند كل سنة خلال هذه الفترة من اجل التوعية والتحذير من مخاطر الغاز بالتنسيق مع مصالح سونلغاز وهي كلها تدابير لتجنب الحوادث المميتة التي ترتفع إحصائياتها خلال فصلي الخريف والشتاء المقترنين بانخفاض درجة الحرارة لاسيما في الفترة الليلية لذلك فصيانة ورقابة الأجهزة قبل إشعالها امر ضروري دون اغفال شرط التهوية وترك نافذة مفتوحة على الأقل في الشقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/11/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com