جاء الفيلم الفلسطيني "المتدرج" في آخر لحظة لقطف العناب من الأفلام الحاضرة في موعدها، بعد أن تأخر خمسة أيام عن الموعد المحدد لعرضه.الفيلم الذي عرض ساعات قبل إسدال الستار على مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة يحكي قصة الشعر المتدرج من توقيع الأخوين طرزان وعرب ناصر وهو فيلمها الروائي الأول وتجري أحداثه في أحد الصالونات النسائية إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. ولكن مع كم من الأحداث التي تزدحم تمكن الأخوان طرزان من حصرها داخل صالون كرستين الروسية المتزوجة من فلسطيني الذي يستضيف العديد من السيدات والفتيات في وقت عصيب يشهد كَمًّا من الأحداث اعتبارا من سرقة احد الأسود من صاحبه الذي أحضره من الخارج مرورا بالقصف الإسرائيلي وأيضا المواجهات بين حماس وفتح وغيرها من التنظيمات.شخصيات نسائية يزدحم بها الصالون فهذه التي جاءت تحضر نفسها لموعد غرامي وتلك التي تستعد ليوم فرحها وأخرى الحامل التي تنتظر الولادة والتي تريد أن تكون جميلة قبل أن تنشغل بمتابعات الولادة وأخرى جاءت لتغيير شكلها وهي تعاني من مشاكل زوجية مع زوجها الذي يضربها وتتواصل الشخصيات هذا بالإضافة إلى العاملات في الصالون اعتبارا من الروسية التي أحضرت معها ابنتها الصغيرة وأيضا مساعدتها التي تحب احد شباب الحي والذي يتردد من الزواج منها لأنها تعمل في محل كوافير.وضمن التقرير عن حالة الوضع الراهن في قطاع غزة نشاهد انقطاع الكهرباء وسطوة الظروف التي يعاني منها الجميع ومن بينهم المرأة التي تجد نفسها تارة أمام ضغوط المجتمع وأخرى أمام انعكاسات الحرب الدائمة ولعله الرصاص والظروف المعقدة والتي تواصل تعقيدها يوما بعد آخر.شخصيات تخرج من رحم المعاناة إلى الألم. بحثا عن مساحة حلم حتى وان كان زائفا. الحياة تسير بإيقاعها المتوتر الصاخب على إيقاع الانفجارات والعزلة والصراعات التي ليس لها أول وليس لها آخر.شخصيات تحمل تاريخها وتعبها وهمومها على راحتها لذا هي تبحث عن أي لحظة كي تفجر مفردات الألم تلك. وهذا ما يحسه المشاهد عبر جميع الشخصيات التي كلما جاءت الشرارة جاءت المواجهة والشجار النسائي الذي لا يقل عنفا عن ذلك الجنون الذي يقوده الرجال في الخارج.فيلم يقول الكثير وان ظل مشبعا بالحوارات الهامشية تارة والمفرغة من المضمون تارات عدة كما هي تلك الشخصيات التي يبلغ عددها 13 شخصية وكان بالإمكان اختصارها وتكثيف حواراتها ومنح الشخصيات مساحة من العمق اكبر من ذلك الهامش والحوار المفرغ من المضامين قيمة الفكرة.كل الأحلام في تدرج مقتولة مدمرة مفرغة لا تصل إلى أهدافها وهوما يعكس الحالة التي يعيشها قطاع غزة. تمكن المخرجان توأما الروح والجسد أن يمنحا المشاهد صورة مقربة عن حالة الوضع الراهن في قطاع غزة حيث سندان المحتل الإسرائيلي ومطرقة الحكومات المتعاقبة والانزلاق إلى المواجهات اليومية التي تنعكس أثارها على كل شيء بما فيها الجمال المنشود من الصالات النسائية. الفيلم بمعاني الإنسانية والرسائل الصادقة التي فيه تمكن من لفت انتباه لجنة تحكيم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الأولى وقطف أهم جائزتين في الوقت بدل الضائع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/12/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لمياء العالم
المصدر : www.elhayatalarabiya.com