الجزائر

الفن العيساوي مصدر إلهام الفرق الفنية لموسيقى العيساوي بالجزائر



الفن العيساوي مصدر إلهام الفرق الفنية لموسيقى العيساوي بالجزائر
شكلت الطريقة العيساوية بمدينة المدية، إحدى أهم الطرق في صناعة الفرجة، خاصة في الافراح، أين تجد الإقبال عليها كثيرا لتذوق ذلك السماع من قصائد محمدية تشفي كل عليل وقاصد، والتي ساهمت بشكل كبير من خلال ريبرتوارها السماعي الفني الواسع والجميل في تكييف نقسانية الجزائري والإرتفاع بذوقه الفني لقرون طويلة.ومن هنا نجد من الطبيعي اهتمام الجيل الجديد بالفن الصوفي بشكل عام، وبالفن العيساوي بشكل خاص عبر مختلف ربوع الوطن، والتي تزخر بالشباب المتعطش إلى روحانية التراث. ولعل الطريقة العيساوية كانت بمثابة الوعاء الذي تنصهر فيه كل الفوارق من كامل الفئات العمرية، حيث لا يمر عرس أو وليمة إلا وفيها فرقة العيساوى التي تعرف مؤخرا حضورا قويا بالمدية تزايد عدد المحبين لهذا التراث يوما بعد يوم، كونها تمثل عملية إسقاطات عديدة لهموم الشباب، والذين يحاولون من خلال تلك الطقوس داخل الحضرة العيساوية تفريغ واقع أو حالة نفسية عابرة.وللوقوف أكثر على سر الطريقة، كانت ل”الفجر” لقاء مع أحد مريدي الطريقة العيساوية، والذي لم يبخل علينا في وصف الطريقة والتوغل بنا إلى هذا التراث العريق، والذي تغلغل في أجيال عديدة من الجزائريين جعل الإيمان الشعبي في هذه البلاد شديد الارتكاز على مبدأ تكريم الأولياء، وما التمسك بزيارة أضرحة ومقامات الأولياء الصالحين، والتبرك بآثارهم سوى دليل وشهادة على حيوية هذا الإيمان، ما يدل على انصياع كافة مرافق الحياة الاجتماعية والثقافية الجزائرية بالصبغة الصوفية المرابطية، إلى درجة القول إن تاريخ الجزائر الإسلامي هو تاريخ صوفي. فهذه الفضاءات التعبدية تعد اليوم بحق أبراجا للمراقبة الروحناية والثقافية رغم المحاولات الإستعمارية لطمسها على مر القرن ونصف عن طريق خلخلة ركائزها الدينية واللغوية، فهي تعد اليوم حصنا منيعا لثوابت أمتنا وقيمها المهددة بأخطار العولمة التي تحدق بها من جنبات الأرض وأقطار السماء. وعليه يمكن أن نقرأ الزخم الثقافي الروحاني الذي تزخر به المدرسة الفنية السماعية العيساوية، حيث نجد أن الطريقة العيساوية تملك تقاليد عريقة في شتى المجالات، والتي تربطك أساسا بالثقافة والمجتمع و العادات والتقاليد، خاصة الجانب الفني الذي يرتبط ارتباطا عضويا بالأولياء والصالحين من أهل الله، بل إن أبناء الطريقة العيساوية يفتخرون ويعتزون بانتسابهم الى الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى، مؤسس الطريقة التي لازالت صامدة في وجه التغيرات والذهنيات السائدة في المجتمع المدايني اليوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)