الجزائر

الفنان "رضا دوماز" ل "الأثر": "لست ضد التجديد ولكني ضد التحريف"



كواحد من وجوه الشعبي البارزين، كيف ترى وضع هذا الفن اليوم؟حالة الشعبي اليوم متدهورة جدا، لأن من يمارسونه أصبحوا يخضعون للفكرة القائلة إن فنان الشعبي يجب أن يكون فارغ عقل، لا يجيد غير حفظ المقاطع وتقليد الفنانين الذين سبقوه، كل هذا ليطلق على هذا الفن اسم "تراث"، أنا مثلا لا أريد أن يخلفني أحد بعد موتي ويقلد طريقتي في تأدية مقاطعي، يجب أن يبدع كل فنان بطريقته الخاصة ليتميز عن غيره.
في رأيك ما الذي جعل هذه الفكرة تنتشر؟
أسباب هذه الظاهرة هي جهل "المسيطرين" على هذا الجانب باللغة العربية وأصولها وقواعدها، وبالتالي لا يستطيعون حماية الكلمة والدفاع عنها، الفنانون القدامى لم يكونوا مجموعة دراويش ينطقون كلاما بلا هدف، بل كانوا ذوي مستوى مرموق في المجتمع، منهم قضاة، علماء، فلاسفة، مفسري قرآن... وكانوا متمكنين من اللغة لدرجة كبيرة، وعرفوا كيف يبسطون هذه اللغة ليفهمها عامة الناس، لكن اليوم نرى لغة الشارع تطغى وهذا مشكل كبير، يجب تشجيع اللغة النظيفة والعودة إلى الأصل.
ألا يحصر هذا الشعبي في النخبة وحسب؟
حتى النخبة اليوم يجهلون لغة الملحون، ماعدا بعضهم، فما إن تقرأ ما يكتبونه حتى تفهم أنهم لا يفقهون شيئا، نحتاج إلى تهذيب لغة الشارع لأنها أصبحت دنيئة جدا، والملحون لغة أجدادنا المهذبة، إضافة إلى اختفاء الأسماء الجبارة وأعمالها التي فعلت الكثير لأجل هذا الفن وظلت تبحث وتعيد إحياء النصوص المفقودة.
كيف ترى اهتمام الفرق الشابة بإعادة إحياء مقاطع من الشعبي؟
أولا هذه الفرق لم تحيي هذه المقاطع ولم تجددها، بل أضافت عليها آلات موسيقية جديدة، ثانيا العديد منهم لم ينقل هذه الأغاني بكلماتها الصحيحة والكاملة وهذا أعتبره عدم احترام لقدسية النص.
لكن سماع الشباب لهذه الأغاني بشكلها الجديد دفعهم للبحث عن الأصل؟
أجل، كثيرون يعتقدون أن "دوماز" هو الأصل، مازلت أذكر عندما أعدت تأدية أغنية "حيزية" في التسعينيات بحث الناس عن الأصل ومبيعات شيخنا "عبابسة" انفجرت مرة واحدة، لكن ألبوم المجموعة الشابة الذي خرج حول هذه الأسطورة يحوي أخطاء فظيعة، الفكرة لا تتمحور فقط حول اسم "حيزية"، بل حول أسطورة "حيزية والسعيد" التي أكد التاريخ على وجودها، وقبر "حيزية" موجود، لست ضد التجديد ولكني ضد التحريف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)