بينما يضع الأمريكيون والصهاينة خططاً محتملة لما يسمى «اليوم التالي» للحرب، ويجرون المداولات حول من يحكم القطاع، يريد الناس الذين فقدوا أحبتهم وبيوتهم وأحلامهم وما يملكون في الحرب الصهيونية المستمرة على غزة، أن تتوقف الحرب أوّلا، ثم لكل حادث حديث، مع تشديدهم على رفضهم بكلّ الأحوال لبقاء الإحتلال.لا يملك الفلسطينيون في الظرف الحالي وفي ظلّ المعاناة التي يتكبّدونها ترف التفكير في من يحكم القطاع أو أي شيء آخر، لأن كلّ همّهم اليوم، هو وقف العدوان الغاشم وتوفير ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة.
وفي السياق، قال أحد المسنين من سكان منطقة اليرموك في غزة، «نفكر الآن في كيف ننجو من الموت. نفكر في تأمين لقمة عيشنا يوماً بيوم، وننتظر إذا ما كنا سنموت أو نصاب أو نعتقل. هذا ما نفكر فيه. وليس من يحكمنا".
نقبل أي أحد إلاّ الصهاينة
وأضاف: «لم يعد يهمني من يحكمني، لكنني أرفض بكل تأكيد بقاء الاحتلال. إذا كان مازال هناك ما سيحكمونه، أعتقد أنه يجب أن تكون هناك أي جهة غير صهيونية أو متعاونة معها، توفر لنا قوت يومنا، وتعيد لنا الحياة والأمل والأمن".
وتخطط سلطات الاحتلال الصهيوني لتقسيم القطاع إلى محافظات وتسليم عشائر محلية السلطة المدنية هناك، فيما تبقى السلطة الأمنية بيد الجيش الصهيوني وهو طرح رفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا.
العشائر: لن نخون شعبنا
وقال المختار العشائري صلاح أبو عواد: «فكرة تولي العشائر مسؤولية الحكم والأمن بغزة، غير مقبولة، ولن تنجح. لن يجدوا أي عشيرة أو عائلة ستقبل أن تكون تحت جناح الاحتلال وتخدم أهدافه".
وأضاف: «التفكير الصهيوني لا يمكن أن يطبق في قطاع غزة، ربما (ينجح) في بلاد أخرى... لكن العشائر الفلسطينية في كل أماكن وجودها تحمل الهم الوطني وتعمل لأن تكون شريكة في كل مراحل النضال والتحرر".
وكانت السلطة الفلسطينية رفضت الطرح الصهيوني، كما رفضته حماس، وعدتا أن المسألة شأن فلسطيني داخلي.
أما الأمريكيون فيريدون، مثل الاحتلال، أن تكون حماس خارج المشهد ويتطلعون لسلطة فلسطينية مؤهلة.
وقال فلسطينيون، إنهم يتفقون على شيء واحد وهو أنه يجب ألا تحكم سلطات الإحتلال القطاع في المستقبل، لكنهم اختلفوا حول من يجب أن يحكم.
وأضافوا، إن «الحل يجب أن يكون فلسطينياً. صحيح أن الذي كنا نرفضه قبل الحرب يمكن أن يقبل به كثيرون الآن، لكن أعتقد أنه في نهاية الأمر يجب أن يكون الحل فلسطينياً.. المهم ألّا تكون الجهة الحاكمة وفق تدخلات الكيان والولايات المتحدة. يجب أن تكون هناك جهة قادرة على الحكم تحقق مطالب أهالي غزة التي تتلخص بتحقيق أمنهم ورفع الحصار عنهم".
وفي السياق، قالت إحدى النازحات إنه يجب أن تحكم السلطة الفلسطينية القطاع، باعتبارها «الجهة القادرة على إعادة إعماره وتحسين ظروف حياة السكان».
وأضافت: «أي اقتراحات أخرى مجرد وهم لا يمكن تطبيقه على الأرض".
وقالت ناشطة ومدونة من غزة: «لا يهمنا بعد وقف الحرب من سيحكمنا، لكن بكل تأكيد ليس الاحتلال ولا قوات دولية، إنما نريد حكماً فلسطينياً يضمن حياة كريمة لنا ويعيد لنا مستقبلنا الذي سحقته الدبابات الصهيونية».
وفكرة وجود جهات أو قوات دولية واحدة من بين أفكار كثيرة تطرح على الطاولة، من بينها سلطة مؤهلة وحكومة تكنوقراط وعشائر محلية.
ورغم كلّ ما حلّ بهم، مازال الناس في قطاع غزة مع خيار المقاومة، وهم يعتبرون الحديث عن عشائر تديرها سلطات الاحتلال، اقتراح مثير للسخرية وتجربة فشلت في أماكن أخرى وستفشل في غزة قبل أن تبدأ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net