الجزائر

الفلسطينيون لم يحسموا خلافاتهم حول حكومة وحدة منذ سنوات إسرائيل تتبنى حكومة يمينية متطرفة ترفض دولة فلسطينية



وبهذا تكون هذه الحكومة الإسرائيلية الجديدة بمثابة الصفعة لما يسمى بدول الاعتدال العربي، التي مازالت ترفض مطالب دول عربية أخرى لتجميد المبادرة العربية للسلام، كما يأتي هذا الاتفاق الإسرائيلي في حين لم يتمكن الفلسطينيون -الذين مزقتهم الخلافات - من تشكيل حكومة وحدة منذ سنوات.      أثارت الحكومة اليمينية الإسرائيلية الجديدة التي وقع حزبا الليكود وإسرائيل بيتنا اتفاقا لتشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو زعيم الليكود حالة من الترقب الأوروبي، والقلق العربي، خاصة أن الاتفاق وضع الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مقدمة أولوياتها. وبموجب الاتفاق، فإن حزب إسرائيل بيتنا سيحصل على خمس حقائب، بينها الخارجية التي ستوكل لزعيمه أفيغدور ليبرمان، أما بقية الحقائب التي سيتولاها فهي الأمن الداخلي والبنية التحتية والسياحة ودمج المهاجرين الجدد.  كما شمل الاتفاق تفاصيل توزيع الحقائب والخطوط السياسية العريضة للحكومة المقبلة التي ستضم أحزاب اليمين المتطرف التي ترفض مبدأ حل الدولتين والانسحاب من الضفة الغربية. وجاء في الاتفاق "الإطاحة بحكومة حماس في قطاع غزة ستكون هدفا إستراتيجيا إسرائيليا، تعمل الحكومة بعزم لوقف أي قصف على إسرائيل مع التركيز على النيران القادمة من قطاع غزة، ولن تجري الحكومة أي مفاوضات سياسية مع منظمات أو عناصر إرهابية". كما جاء في الاتفاق أيضا "تبذل إسرائيل قصارى جهدها خاصة على صعيد المجتمع الدولي للحيلولة دون تسلح إيران نوويا مع التأكيد على أن امتلاكها للسلاح النووي الذي سيمثل خطرا على إسرائيل ودول المنطقة والعالم الحر بأسره أمر غير مقبول".  ويجمع المراقبون أن الحكومة الجديدة التي تعتبر الـ 13 في تاريخ إسرائيل ستكون الأكثر تطرفا ، لأنها تجمع أقصى اليمين الذي يرفض الانسحاب من الضفة الغربية كما يرفض مجرد الحديث عن أية مفاوضات بشأن القدس ، ويسعى لمضاعفة الاستيطان والقضاء على حركات المقاومة . وحول ردود الأفعال الدولية، لوح المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في بروكسل بتغيير الاتحاد الأوروبي لسياسته تجاه إسرائيل في حال عدم التزام حكومتها بالمبادئ المتفق عليها. وقال إن "الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع أي حكومة إسرائيلية مستعدة لقبول الحل على أساس الدولتين وإذا لم يحدث هذا فسيكون الوضع مختلفا وهم يعلمون هذا". وأضاف أن الاتحاد سيتعاون مع وزير الخارجية الإسرائيلي المكلف أفيغدور ليبرمان إذا أبدى استعداده للحوار مع الفلسطينيين والاعتراف بدولة فلسطينية.  وفي اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، قال وزير خارجية التشيك كارل شفارتسينبيرغ -الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد- إن الاتحاد سيحاكم  ليبرمان عبر أفعاله. يذكر أن الاتحاد الأوروبي شرع خلال هذا الأسبوع في لقاءات ومناقشات مع قادة حركة المقاومة الإسلامية في خطوة ترمي إلى التوجه نحو تبنيه لساسة الحوار مع الحركة. أما عربيا، فقد أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة أن إعلان حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا عن الاتفاق على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تمثل اليمين المتطرف هي رسالة إسرائيلية واضحة برفض كل أشكال السلام والتركيز على السلام الاقتصادي وهو الأمر الذي حذرت منه الجامعة العربية أكثر من مرة، مضيفة أن وصول اليمين المتطرف لسدة الحكم يضع مسؤولية كبيرة على القمة العربية الدورية المقبلة في الدوحة وعلى عاتق الأطراف الفلسطينية المتحاورة في القاهرة. مسعودة طاوي  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)