كانت هذه جولة في رياض العلماء حولنا أن نبرز من خلالها دور علماء الجزائر في سائر العلوم الإنسانية، وبالأخص في العلوم الإسلامية، فقد نبغ في علم الحديث وكان أول شارح لصحيح البخاري الإمام سليمان بن ناصر الداودي المسيلي التلمساني، وأول ناظم لألفية النحو ابن معطي الزواوي قبل ابن مالك، وأول جامع لمؤلف في القراءات " الكامل في القراءات" للإمام أبي القاسم الهذيلي البسكري، وأول تفسير للقرآن بأسلوب دعوي للإمام ابن باديس، وأشهر مختصر في فقه العبادات في المشرق والمغرب للإمام الأخضري البسكري وأشهر متن في علم المنطق للإمام الأخضري البسكري، وأشهر كتاب في علم العقيدة على مذهب الأشاعرة لإمامنا السنوسي" أم البراهين" وفي أصول الفقه أشهر كتاب في تخريج الفروع على الأصول على طريقة المتكلمين، لإمامنا الشريف التلمساني شيخ الإمام الشاطبي.
فهذه بعض عرائس الشمع من خيرت علماء الجزائر الذين كان لهم فضلوا السبق في كثير من الفنون، وإن ما سطره الإمام السنوسي في شرحه للجزائرية يعد اشارة سريعة اقتضاها شرح هذه الأبيات من القصيدة، فرأينا فيها الإبداع والتحقيق على طريق أهل النظر والاعتبار ولو تفرغ لها لكانت رسالة لطيفة في بابها، وقد ييسر الله عزوجل أن نجمع كلامه المتناثر في مؤلفاته النفيسة في هذا الباب، فسوف نخرج بفوائد ثمينة لكونه كان صاحب حجة وبرهان وفارس في الميدان فلا يخرج كلامه عن واقعية المجتمع ومتطلباته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/04/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلخير طاهري
المصدر : مجلة الحضارة الإسلامية Volume 14, Numéro 18, Pages 217-246 2013-03-01