دعا المشاركون في الملتقى الدولي الرابع حول الشيخ العلامة محمد العربي التباني الذي اختتم الخميس ببرج بوعريريج، العلماء والمؤسسات العلمية إلى بذل مزيد من الجهد في مجال نشر قيم الوحدة والتماسك الفكري والاجتماعي.وأوصى المشاركون في هذا اللقاء الدولي الموسوم ب«الفكر الأشعري ودوره في تثبيت الوحدة الدينية في المغرب العربي وإفريقيا" العلماء والمؤسسات العلمية إلى "بذل مزيد من الجهد في مجال نشر قيم الوحدة والتماسك الفكري والاجتماعي ومواجهة محاولات نشر التفرقة وزعزعة استقرار الأمة والإضرار بمصالحها الحيوية".
ودعا الأساتذة والباحثون المشاركون في هذا الملتقى الذي احتضنته جامعة محمد البشير الإبراهيمي على مدى يومين ب«الاهتمام الجاد بالبعدين المغربي والإفريقي للثقافة الإسلامية وتعميق التواصل بين المغرب العربي وإفريقيا لمواجهة التحديات الكبرى وإحياء الريادة الجزائرية في العلوم والمعارف الشرعية".
كما تم حث المؤسسات الجامعية ومخابر البحث إلى مضاعفة الجهد العلمي بشأن القضايا التي تشغل الرأي العام، وتوجيه الباحثين إلى العمل عليها في إطار المرجعية الوطنية وآفاقها المستقبلية مع دعوة المؤسسات الإعلامية إلى تبني خطاب إعلامي مسؤول بمضامين جادة يعزز المرجعية الوطنية ويعرف الجمهور من الشباب على الخصوص بثمرتها التي تحمي الهوية والذاكرة الجماعية.
وعبر المشاركون في الختام عن مساندتهم للشعب الفلسطيني في محنته ووقوفهم مع حقه المشروع في المقاومة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أدانوا العدوان الصهيوني الذي تجاوز في وحشيته كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.
الفكر الأشعري أرسى الاستقرار
قبل ذلك، أكد مشاركون في الملتقى أن هذا الفكر اعتمد على المنهج الوسطي في حل المشاكل وساهم في إرساء مناخ الاستقرار وسط الشعوب الإسلامية من خلال الحوار والتواصل ومواجهة الخلافات وعدم إقصاء الآخر.
وأوضح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله لدى إشرافه على انطلاق أشغال هذا اللقاء الذي دام يومين بجامعة محمد البشير الإبراهيمي، بأن "الجزائر ساهمت من خلال علمائها ومشايخها في الحفاظ على مقومات الفكر الأشعري بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا"، مبرزا أنه "يتعين الرجوع إلى تلك المقومات لمجابهة التيارات المتطرفة التي تعمل على زعزعة الاستقرار وتدمير النسيج الاجتماعي ونشر الإحباط واليأس لدى الأجيال الجديدة".
وأضاف بأن هذا اللقاء "يأتي زيادة للتآزر والتآخي بفضل العلماء الذين شرفونا من مختلف أنحاء العالم ومن الجامعات الجزائرية".
وأعرب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بالمناسبة، عن حزنه العميق لما يجري في فلسطين قائلا: "إننا متأكدون من أن الفلسطينيين سيحققون النصر ويستعيدون أرضهم والمسجد الأقصى".
من جهته، أفاد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد من المملكة العربية السعودية أن "الإسلام دين التسامح والتآخي، يدعونا أن نكون أمة واحدة، ويحذرنا من التفرقة"، مضيفا بأن "وحدة المسلمين واجتماعهم حول قواسمهم المشتركة هو مفتاح الرجوع إلى القمة ولن يتحقق ذلك إلا بفتح أطر الحوار حول المسائل المختلف عليها وفق آداب وقيم التآخي وتغليب المصالح العليا للأمة الإسلامية".
أما رئيس جامعة الزيتونة بتونس، عبد المجيد النجار، فقد أبرز أن "علماء السلف الأجلاء تركوا لنا إرثا يجب أن نستفيد منه، والفكر الأشعري لديه أصول تاريخية وعلى الشباب والطلبة الباحثين التوجه إلى التراث القديم الذي يحتوي على كنوز علمية، تم دفنها ويجب أن تعود إلى الوجود مجددا"، فيما أوضح كمال بوزيدي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى أن "مثل هذه الملتقيات تهدف إلى إحياء التراث من خلال الفكر الأشعري وشيوخه على غرار العلامة محمد العربي التباني والشيخ السنوسي وغيرهما الذين استطاعوا أن يحصنوا ويثبتوا الشعب الجزائري تحت لواء عقيدة واحدة وفقه واحد".
للإشارة، عرفت أشغال هذا الملتقى المنظم من طرف المجلس الإسلامي الأعلى تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مشاركة ثلة من المفكرين والشيوخ من الجزائر وخارجها على غرار المملكة العربية السعودية وقطر وتونس وليبيا والسنغال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net