أمام جمهور غفير، قدم الممثل الكوميدي كمال عبدات عرضا فكاهيا شيقا تناول خلاله مواضيع شتى من حياة الناس، واستطاع ابن بلدية افرحونن بتيزي وزو أن يرحل بهم إلى أفاق كثيرة، ويسلط الضوء على العديد من المشاكل ويعالجها بطريقة هزلية ويعطيها مسحة ساخرة. وقد أعجب العرض الكثير من الحاضرين الذين قالوا بأنه يتناسب وسهرات رمضان الكريم وحميميتها التي تبعث في متتبعها النشاط والحيوية ، هو الانتقاد من حياتنا اليومية.يرى عبيدات أن الفن الساخر الهادف قليل في بلادنا، وانه ينبغي أن تكون هناك مدارس وبرامج تعنى بهذا الفن، وأن الساحة تعج بالمواهب الكثيرة لكنه كعصامي يهتم ويعتمد التكوين، فالموهبة تشكل 30 بالمائة من نجاح الفنان والممثل، والبقية الباقية كلها عمل وتفان، وهو يتعجب ممن يطلب الشهرة في أول الطريق وهو لم يقدم ما يجب تقديمه. يستلهم عبيدات من منطقته بإفرحونن التي تقع في أعالي جرجرة 1200 كلم منطقة يراها بعيدة وفيها ما يبعث على العمل المضطرد.
يمارس عبيدات موهبته إضافة إلى كونه مدرس لغة أجنبية بالجامعة هي الفرنسية ، ويرى أن الفن لا يمكنه أن يكون مصدر رزق وحيد لصاحبه، وهو يعتز كثيرا بلغته وانتمائه الذي لا يكف عن إظهاره كلما دعا لذلك داع. ويرى أيضا أن الجمهور في رمضان لا يتحرك كثيرا كما في السابق، فقد فقد تلك الدينامكية المعهودة لديه للتوجه إلى الحفلات الفنية الموسيقية والعروض المسرحية بعد مرحلة صعبة مرت بها البلاد، وغلق مجمل قاعات السينما وتحويلها عن مهمتها الأولى. ويقول كمال أنه" ليس من السهل في الخارج أن تحصل على قاعة للتعريف بفنك"، لكن بمساعدة عدد من الأصدقاء من محبي الفن الجزائريين استطاع أن يقدم عروضه في فرنسا، التي تختلف موضوعاتها عما يقدمه بالجزائر تماشيا والسياق الاجتماعي الثقافي للمكان وهواجس واهتمامات الجمهور هناك، فالحياة وثيرتها سريعة هناك، الحياة في الميترو، التنقل والعمل الخ .
لقد حقق عرض هذا الفاكهي نجاحا باهرا في ليلة ساهرة من تنظيم المسرح الوطني محي الدين بشتارزي وهو أول عرض له هذه السنة. وكان الحفل رائقا وشيقا وفكاهيا خلف ردود فعل حسنة ورسم البسمة على وجوه الحاضرين الذين لم يتوقعوا أن يكون غنيا بهذا الشكل الفكاهي، وتحدث في هذا العرض عن الحياة السياسية والاقتصادية للجزائر والطرائف التي وقعت له في حياته وقدم الفنان بعض فيديوهات قديمة لحياته.
يرجع عبيدات الفضل لحبه للفكاهة إلى فلاق وبجملة من الممثلين كبوعكاز وصويلح أوقروت وفي المسرح يستلهم منطريقة كاتب ياسين وكتابته الشعبية، فعروضه ليست موجهة للنخبة بل للجمع بكل أطيافه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/06/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خليل عدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz