نقف على فضاء واسع من التجليات في إبداعنا الأدبي الأندلسي، حيث تأسرنا اللغة الشعرية بتشظياتها الفنية والإيقاعية والبنائية، فتجعل منها مساحة خاضعة لجدلية المقاربة والمدارسة، لاسيما إذا برزت هذه اللغة بكل تمظهراتها اللفظية محورا واضحا تلتقي عنده الحبكة الشعرية أو محورا خفيا يمكن جمع أجزائه من بواطن الخطاب الشعري المتباعدة... ولا نعني هنا باللغة جسد النص العام ووسيلته التواصلية المتاحة، وإنما نشير إلى مكامن اللغة الأخرى التي يخفيها النص الشعري بين طياته، لذلك ارتأيت أن أبين من خلال هذه الدراسة اهتمام اللسانيات التداولية بالتواصل والاستعمال الفعلي للغة والسعي لإيجاد مبادئ تشتمل على اتجاهات مجاري الفعل الكلامي المتشابك الإنجاز الذي يجب أن يوجد عند إنجاز العبارة كي تصير ناجحة ومفهومة، والحث على تحويل الخطاب إلى أفعال منجزة يمكن أن ندعوها تأويلا تداوليا للعبارة. وقصيدة ابن الأبار- لاشك- أنها مجالا خصبا لتطبيق هذه الدراسة. وسنرى هل الفعل الكلامي في النص كان له صبغة تنفيذية إجرائية كما بين ذلك" أوستين" بأن طبيعة الأفعال الكلامية ليست الإخبار وإنما اقتران معانيها بأداء عمل.
يندرج موضوع هذه الدراسة ذو الطابع التطبيقي في إطار الاهتمام بتحليل النصوص الأدبية القديمة، وقد وقع اختياري على قصيدة تعد من المراثي الشهيرة في أدب الاستصراخ والاستنجاد لابن الأبار القضاعي، التي مطلعها:
أدرك بخيلك خـيل الله أندلسـا إن السبـيل إلى منجاتها درسـا
وارتأيت أن أتناولها بالتحليل وفق أحد المناهج النقدية المعاصرة؛ المتمثل في التداولية.
ويكون عملنا ضمن العناصر الآتية:
- الإطار العام للنص.
- الفعل الكلامي في اللسانيات التداولية.
- التحليل التداولي للفعل الكلامي في القصيدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - رزقـي حوريــة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 11, Numéro 1, Pages 117-131 2014-05-10