اعتبر المدرب الوطني السابق لكرة اليد مراد آيت وعراب، فشل الفريق الوطني أكابر في الحصول على تأشيرة التأهل إلى بطولة العالم، نتيجة منطقية ومنتظرة خلال مشاركة الخضر في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون، لكنه قال في المقابل خلال الاستجواب الذي أجريناه معه، إنه يخطئ من يقول إن كرة اليد الجزائرية غير قادرة على العودة إلى أعلى مستوى. وتمنى فقط أن تضع عائلة الكرة الصغيرة جانبا، عقلية التكتلات التي وضعها محدثنا في مقدمة المساوئ التي ساهمت في تراجع هذه الرياضة.هل توقعتم فشل الفريق الوطني في الحصول على تأشيرة التأهل إلى بطولة العالم؟ وما هو رأيكم في مردوده خلال المباريات التي لعبها في البطولة أمم إفريقيا؟
صراحة، الفريق الوطني لم يكن مستعدا كما ينبغي للبروز في نهائيات هذه البطولة. والسبب يبدو واضحا وضوح الشمس، وأذكر، بشكل خاص، ضعف استعداد لاعبيه خلال فترة التحضيرات التي لم تكن قوية ولا حتى متنوعة. لا يمكن الاستعداد لمنافسة إفريقية من هذا الحجم في ظرف شهر أو شهرين. وللأسف الشديد، تلك هي الفترة القصيرة التي قضاها لاعبو التشكيلة الوطنية في الاستعداد لهذه المنافسة القارية على عكس الفرق الوطنية الإفريقية الأخرى التي انتقلت إلى الغابون وهي في أحسن قواها البدنية والفنية والتكتيكية. لا أقصد بهذا الكلام التشكيك في مستوى لاعبي الفريق الوطني، بل أقصد ضعف استعداداتهم في كثير من الجوانب التي لم تخدم قدراتهم في كل المباريات التي لعبوها، لكن أستثني بروز بعض عناصرنا، على غرار بركوس وبرياح، اللذين يُعدان من بين العناصر الوطنية البارزة في الفريق الوطني، ومستقبل كرة اليد الجزائرية.
لكن كيف تفسر ضعف تحضيرات الفريق الوطني؟
أنتم تعرفون أن المدرب الوطني سفيان حيواني تم تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني في شهر نوفمبر الأخير؛ أي قبل شهرين ونصف شهر من انطلاق أطوار بطولة أمم إفريقيا، فكيف تريدون أن يكون له الوقت الكافي لانتقاء أحسن اللاعبين الذين ينشطون على مستوى البطولة الوطنية، فما بالك بالوقت الضيق الذي استعدت فيه العناصر الوطنية للموعد الإفريقي.
منتخبنا شارك في تربصين فقط ولم يقم بتحضيرات دورية، مثلما كان في السابق، للتشكيلات الوطنية ذكورا وإناثا. لاأزال أتذكر كيف تأهلنا مع الفريق الوطني إناث كبريات إلى بطولة العالم سنة 2012. لقد حصل التأهل بفضل العدد الكبير من التربصات التي قضيناها هنا في الجزائر وخارج الوطن. اللاعبات اجتهدن كثيرا في التدريبات، ونلن شرف تمثيل بلادهن في البطولة العالمية، هذا للقول إن تحقيق أي إنجاز كبير لا يأتي من العدم بل بجدية العمل المتواصل، وهذا ما لم يعرفه الفريق الوطني الحالي للأكابر، الذي ذهب ضحية سوء البرمجة وقلة الاستعدادات. لقد تأخرت الاتحادية كثيرا في وضعه على سكة التحضيرات قبل موعد إجراء بطولة أمم إفريقيا بالغابون.
أليس للمدرب الوطني سفيان حيواني مسؤولية في ضعف مشاركة الفريق الوطني خلال هذه المنافسة القارية؟
قد يظهر للعيان أن المدرب الوطني لم يكن في المستوى، لكن الحقيقة ليست كما يعتقد البعض. المدرب حيواني كان أيضا ضحية تأخر تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر، وضحية تأخر تحضيرات التشكيلة الوطنية. أنا أعرف جيدا المدرب حيواني الذي عملت معه سنوات طويلة في الفئات الشبانية للمنتخبات الوطنية، فهو مدرب كفء، وتعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني أكابر، لم يكن اعتباطيا بقدر ما كان راجعا إلى كفاءاته التدريبية الجيدة التي يملكها هذا التقني.
علمنا أمس أن الاتحادية جددت الثقة في المدرب حيواني، فما رأيك في هذا القرار؟
هو قرار صائب إلى أبعد حد، ويعكس كلامي الذي قلته آنفا عن السيد حيواني. سياسة الإقالات لا تأتي منها أي فائدة لكرة اليد الجزائرية؛ فأنا متأكد من أن سفيان حيواني قادر على بعث الفريق الوطني على قواعد صحيحة، فهو يعرف الآن أين هي قوة وضعف التشكيلة الوطنية، وأمامه وقت لتسطير برنامج عمل مكثف واختيار أحسن اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم للتأهل إلى نهائيات بطولة أمم إفريقيا القادمة التي ستجري في بداية سنة 2020، حيث يمكن لحيواني وضع الفريق الوطني من بين أحسن التشكيلات القارية في هذه الرياضة.
بعيدا عن تحضيرات الفريق الوطني، ماذا حصل لكرة اليد الجزائرية حتى تفقد هيبتها على المستوى القاري والدولي؟
أكثر ما أضر بكرة اليد الجزائرية التكتلات التي وقفت أمام أي تقدم لهذه اللعبة بعد أن عرفت قمة تطورها، ثم تعود إلى الوراء. اليوم يتعين على كل من يحب ويحترم هذه اللعبة أن يتفطن للمساوئ التي تحدث لها من سنة إلى أخرى. لا أحد منا يحكم بمفرده بمفتاح النجاح، بل لا بد أن يتعاون الجميع لإخراج هذه الرياضة من عنق الزجاجة. الكفاءات الوطنية في كرة اليد الجزائرية موجودة، وهي التي أوصلت هذه الأخيرة إلى العالمية، فقط يجب الانطلاق من الآن في إعادة هيكلة النوادي لكي تقوم بدورها السابق لخزان للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/01/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع إسماعيل
المصدر : www.el-massa.com