الجزائر

الفرجة المسرحية متجذّرة في تاريخ الجزائر..



أكّد البروفيسور عبد الحميد بورايو أنّ الفرجة المسرحية في الجزائر متجذّرة عبر التاريخ من خلال مختلف المظاهر والأشكال الاحتفالية وتستلهم طقوسها من التراث الشفوي الشعبي.وأوضح الباحث في التراث الشعبي، في ندوة بعنوان "الفرجة المسرحية في الجزائر: رؤية جديدة"، نظّمت في إطار البرنامج الأدبي للطبعة 16 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، أنّ "الفرجة المسرحية في الجزائر متجذّرة وليست دخيلة على المجتمع الجزائري، وتتجلّى في مختلف العادات والطقوس التي تميّز الاحتفالات الاجتماعية والدينية للجزائريين عبر التاريخ".
وأوضح المتحدّث أنّ هذه الفرجة "تتجلّى من خلال فضاءات مختلفة من بينها الأسواق الشعبية التي كانت مجالا خصبا لهذه الممارسات الفنية الشفوية العريقة، على غرار حلقات المداح والقوال (الحكواتي) الذي يروي قصصا وحكايا من الموروث المحلي وكذا المغازي وهي بطولات رموز تاريخية في الثقافة الشعبية، وهذا بهدف رفع الهمم وشحذ العزائم لمواجهة المستعمر الفرنسي"، مضيفا أنّ المداح "من روافد الثقافة الشعبية المتأصّلة وعلامة مميّزة في مسار الحركة الثقافية المتوارثة عبر الأجيال".
وتأسّف بورايو، الذي تناول تجربته الميدانية في جمع وتدوين التراث الشفوي الخاص بالمداح في منطقة واد سوف وبسكرة منذ 1976، ل«عدم الاهتمام وقطع التواصل مع فئة المداحين رغم دورهم التاريخي في صيانة الذاكرة"، مبرزا أنّه من الضروري "إعادة الإعتبار لهم باعتبارهم مخزون للذاكرة والهوية ودورهم في الحفاظ على التراث الشعبي".
كما دعا إلى "أهمية أرشفة ورقمنة التراث الشفوي الجزائري من طرف مختصين في المجال للحفاظ عليه تعزيزا للهوية الوطنية وجمعا للذاكرة الثقافية وحماية لها من السطو".
واعتبر المتحدّث أنّ "نشاط المداح متواجد منذ القرن 19 في الأسواق وخصوصا خلال الفترة الإستعمارية، حيث كان يمثل نوعا من المقاومة الثقافية، فقد كان يلتفّ حوله الجمهور في شكل حلقة ليقدم مادته الثقافية المستلهمة من التراث الشعبي الشفوي اعتمادا على التمثيل والأداء الحركي والصوتي وتوظيف الموسيقى والقصة ليمازج بين مجموعة من الأشكال ويقدّم فنّ المغازي البطولية وقصص شتى".
وأضاف أنّ "دور المداح تقلّص بعد الإستقلال وانحصرت مهامه، حيث توجّه إلى تناول مواضيع ذات صلة بالمجتمع وقضاياه الاجتماعية والسياسية وغيرها، ورغم ذلك مازال العديد يمارس هذه الوظيفة لغاية اليوم، وخصوصا بمنطقتي تيسمسيلت وتيارت".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)