ظلت المشاريع الثقافية بولاية مستغانم حلما مؤجلا لدى المستغانميين منذ سنوات، رغم المكانة التي تحتلها الولاية وطنيا في الإبداع الثقافي، والتي عززها بروز فنانين في العديد من المجالات كالمسرح والغناء والفنون الشعبية، حيث حرم سكان مستغانم من مسرح جهوي على مدار 40 سنة بعد هدم المسرح القديم في وسط المدينة سنة 1973، على الرغم من كونه أحد أعمدة المرافق الثقافية خاص بكل منطقة من الوطن.تشهد مدينة مستغانم نقصا في المرافق الثقافية، في طليعتها المسرح الجهوي الجديد للمدينة الذي لايزال قيد الاشغال بوتيرة منخفضة قاربت العام، بالرغم من كونه أول مسرح ينجز بعد الاستقلال على الصعيد الوطني. كما لاتزال قاعة ”سينما إفريقيا” بدون سقف رغم تخصيص مبلغ 45 مليون دج لإعادة تهيئتها، وهي أكبر قاعة سينما في إفريقيا من حيث طاقة الاستيعاب التي تناهز 700 مقعد. وقد تم غلقها منذ 20 سنة. كما تسببت عراقيل إدارية في تأخير الشروع في ترميم حي الدرب والطبانة اللذين صنفا ضمن التراث التاريخي الوطني. في لقاء خصت به ”الفجر” أرجعت مديرة الثقافة بالولاية تأخر تسليم المسرح الجهوي جيلالي بن عبد الحليم، إلى عدم احترام المؤسسة المكلفة بالإنجاز للمعايير المدرجة في دفتر الشروط، حيث أوضحت أن العديد من الأشغال قد تمت مراجعتها حتى تتماشى مع المعايير الخاصة ببناء المسارح، لاسيما الجانب الامني لهذا الهيكل الثقافي، كالأبواب المانعة لانتشار الحرائق، مؤكدة استلام المسرح الجهوي خلال الثلاثي الأول للسنة القادمة على أقصى تقدير، بعدما أجل افتتاحه مرتين منذ ديسمبر 2013، فيما لم تتم مراجعة غلافه المالي الذي يناهز 72 مليار سنتيم.وفي ما يخص قاعة سينما إفريقيا، التي برمج افتتاحها خلال السداسي الأول لسنة 2011 بعدما ظلت ورشة مفتوحة على مدار 6 سنوات، أكدت المسؤول عن الصرح الثقافي بمدينة مستغانم، بأن تحويل مشروع إعادة تهيئتها إلى مديرية التجهيزات بقرار من الوالي، بعد تسجيل صعوبات تقنية في إعادة بناء السقف بعدما أكدت الخبرة التقنية ضرورة هدمه، حيث سجلت الخبرة التقنية تسرب المياه إلى هيكله الحديدي، وقد شرع في تهيئة قاعة ”سينما إفريقيا” أو”سينيمومد” في إطار برنامج إعادة تهيئة الهياكل الثقافية. كما صرحت المتحدثة بعدم توفر مديرية الثقافة على العدد الكافي من المهندسين لمتابعة الأشغال، ما دفع السلطات المحلية إلى تحويل المشروع إلى مديرية التجهيزات، مع الاحتفاظ بنفس الدراسة التي تمت والتي قسمت ”سينيموند” إلى ثلاث قاعات لا تزيد طاقة استيعاب كل منها عن 120 مقعد، حسب المقاييس المعمول بها عالميا.وكشفت مديرة الثقافة عن استحداث قاعة لبث الأفلام من صنف 35 ملم، وأخرى لبث الأفلام بالتقنيات الحديثة، أما القاعة الثالثة فتخصص لأفلام الأطفال بتقنية البعد التاسع. وعن ترميم حي” الطبانة” و”الدرب” على مساحة 2 هكتار، أكدت مديرة الثقافة أن المشروع مرتبط بإجراءات إدارية ينص عليها القانون 08-98 التي تمنع الشروع في الإنجاز قبل صدور التصنيف في الجريدة الرسمية. فيما لايزال المشروع في مراحله الاولى، حيث تمت دراسته على مستوى اللجنة الوطنية للممتلكات، فيما ينتظر أن يصادق عليه مجلس الوزراء ليصدر في الجريدة الرسمية، وينتظر من مشروع ترميم حي ”الدرب” و”الطبانة” في قلب مدينة مستغانم لإعادة الوجه التاريخي الثقافي للمدينة، وتنشيط الحركة التجارية والسياحية فيها، على حد قولها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ت خطاب
المصدر : www.al-fadjr.com