الجزائر

“الفجر” تخطف أسرارا من ذاكرة النجم العالمي عمر الشريف “أنا الذي اتصلت ببيغن ومهّدت الطريق للسادات لزيارة إسرائيل”



“الفجر” تخطف أسرارا من ذاكرة النجم العالمي عمر الشريف              “أنا الذي اتصلت ببيغن ومهّدت الطريق للسادات لزيارة إسرائيل”
فريد شوقي ممثل فاشل وعادل إمام ورّطني استهزأ بي الأمريكان وبكيت بسبب “غباء” عبد الناصر من الصعب الاقتراب من قامة سينمائية عالية اسمها الفنان العالمي النجم عمر الشريف، لذلك كان قبوله للحديث مع بعض الصحفيين (4 عناوين، كانت “الفجر”من بينها) فرصة نادرة على هامش فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي في طبعته الثالثة.. فرصة كانت كافية لكي نخطف من ذاكرة الشريف، أسرارا تكشف لأول مرّة.. عن خيبته مع عادل إمام، عن حبّه الأول والأخير، عن الثورة المصرية وعن علاقته باليهود، يتحدّث الأسطورة السينمائية عمر الشريف، كما لم يتحدّث من قبل..  الفنان الكبير عمر الشريف، أنتم هنا في مهرجان الدوحة السينمائي، بدعوة تكريم من إدارة المهرجان، ماذا يعني لكم تواجدكم في خضمّ هذا الحدث السينمائي العربي؟    أنا سعيد جدا لتواجدي بينكم اليوم، رغم أن علاقتي بأجواء المهرجانات وصالات السينما؛ لم تعد جيدة حتى وأن آخر أفلامي كان قبل سنتين فقط..    هل تقصد أنك لست متابعا للحركة السينمائية الجديدة، وتطوراتها؟ قد أفاجئكم حين أخبركم أنني لم أدخل قاعة سينما، بل لم أشاهد فيلما سينمائيا كاملا منذ ما يقارب العشرين سنة. لقد سئمت من مشاهدة السينما ووقع لي تشبّع منها، حيث استهلكت منها الكثير في صغري، لذلك أصبحت سريع النفور من مشاهدة الأفلام.    حتى فيلمك الأخير مع عادل إمام، ّحسن ومرقص” لم تشاهده؟ لم أسع حتى لمشاهدته؛ لأنه كان فيلما فاشلا بالنسبة لي، وأقول إن عادل إمام ورّطني فيه.    هل بإمكانك أن توضّح لنا أكثر كيف كان ذلك التوريط؟؟    عادل إمام هذا، اشتغل بعقلية “فيلم العائلة”، المخرج ابنه والممثلين من أقاربه، كما قام عادل أمام بسحب بعض المشاهد من حواري في الفيلم ومنحها لابنه.    لذلك لم تختر فيلم “حسن ومرقص” حين طلبت منك إدارة المهرجان ترشيح فيلم من أفلامك لتكريمك في الدوحة، وقمت باختيار فيلم “المواطن مصري”، الذي أنتج في سنة 1991؟    لا أدري لماذا أحب فيلم “المواطن مصري”، رغم أنني نسيت موضوعه وطاقم عمله، لذلك اخترت أن يكون حاضرا في مهرجان الدوحة.. بهذه البساطة.     قلت إنك منذ سنتين لم تشتغل في السينما، مما يعني، ضمنيا، أن باب الاشتغال في السينما لا يزال مفتوحا في وجه عمر الشريف، وأنه يقبل الدخول في تجربة جديدة عكس ما أشيع من أخبار حول نيتك الاعتزال؟ أبدا أنا لم أصرخ بهذا الكلام الفارغ.. أنا مستعد لخوض أي تجربة سينمائية جديدة وإن كنت في عمر المئة سنة، بشرط أن يقنعني ورق العمل.    بالعودة إلى بداياتك في عاصمة السينما العالمية هوليوود، لا يزال السؤال القديم الجديد حول سفرك إلى أمريكا، قائما.. هل حقيقي أن النجم رشدي أباظة هو الذي كان مرشحا للدور في فيلم “لورنس العرب”، قبل أن تتدخل أياد أخرى وتضع الدور بين يديك؟؟    هذا كلام عار من الصحة.. كل ما في الحكاية أن المخرج العالمي ديفد لينغ، والذي كان أهم مخرج في تلك الفترة، طلب من مساعديه أن يختاروا له ممثلا عربيا لأداء الدور العربي في الفيلم، حيث لم يشأ لينغ أن يؤدي ممثل أجنبي الدور، حرصا منه على أن يكون العمل أكثر إقناعا. ولما عرضوا عليه صور أغلب الممثلين المصريين آنذاك اختارني دون أي تردد، خصوصا بعد علمه أنني كنت أتقن اللغة الإنجليزية.. بسّ، هذا كل ما في الأمر..    يعني أنه حتى الأخبار القديمة التي لا تزال متداولة بشأن كونك سرقت الدور من يدي فريد شوقي لا أساس لها من الصحة؟؟    (بامتعاض شديد).. عن أي فريد تتحدثون.. كيف لهذا “الممثل الفاشل” أن يختاره لينغ.. القصة الكاملة رويتها لكم ولا داعي للخوض مرة أخرى في هذا الموضوع ..     نأسف على تكرار السؤال، لكن؛ لا أحد ينكر أن “لورنس العرب” هو الذي جعل من الفنان العربي عمر الشريف “فنانا عالميا“؟    إلى غاية يومنا هذا أنا لا أفهم معنى كلمة “نجم عالمي”.. دعكم من هذه التصنيفات..”لا عالمي ولا بتاع يا راجل”..      في هذه الحالة؛ أنت تسقط أيضا “عبقرية” عمر الشريف كممثل؟ “الممثل الكبير” كذبة كبيرة.. كل ما تحتاجه صناعة السينما ؛ هو سيناريو جيد، مخرج جيد ومنتج جيد، أما الممثل فغير مهم. باستطاعة أي مخرج جيد أن يحوّل شخصا بسيطا لا علاقة له بالسينما إلى نجم سينمائي. لا يوجد في اعتقادي ممثل عبقري؛ بل هنالك مخرج عبقري فقط.    أصبحت أكثر تشاؤما وتتعامل مع السينما بأقل حماسة، لماذا هذا التعاطي السلبي مع المهنة التي أعطيته كلّ حياتك أستاذ عمر؟ ألم تعد السينما تسعدك؟؟ كل ما يسعدني اليوم هو أحفادي وأبنائي، أما الأصدقاء فلا أملك منهم أحدا. كنت أستأنس بالصديق الفنان أحمد رمزي، لكن بعد مرضه قلّ تواصلنا. السينما بقدر ما منحتني معجبين بقدر ما سلبتي أصدقاء، باعتبار أنني كنت كثير السفر ولا أملك وقتا لخلق صداقات.    على ذكر السعادة، هل أسعدتك “الثورة المصرية”؟ بالتأكيد، كنت سعيدا بحراك الشارع المصري واستبشرت خيرا منذ الأيام الأولى للثورة المصرية، لكنني لا زلت أترقب قيام ديمقراطية حقيقية في مصر..    الكثير يعتقدون بأن فيلم “حسن ومرقص” الذي صورته قبل سنتين، تنبّأ بالأحداث الأخير بين مسلمي وأقباط مصر، هل توافقهم الرأي؟    على حدّ ما أعلم.. ما حصل مؤخرا بين الأقباط والمسلمين في مصر مخيف ومؤسف، لأن الخاسر الأكبر من وراء مثل هذه الانزلاقات هم المصريون جميعا على اختلاف معتقداتهم. وأعتقد شخصيا أن الجهل والفقر هما السببان الرئيسيان في ما يحدث في مصر، دون أن ننسى مشكلة تصاعد نسبة الانتماء “الإسلاموي” ولا أقول “الإسلامي” في مصر.    في تصريحات سابقة، نسبت إليك، قلت إنك لم تحب امرأة من قبل كما أحببت النجمة فاتن حمامة، هل تؤكّد ذلك؟    فعلا؛ وأؤكد ذلك للمرة الألف.. أنا لم أحب في حياتي امرأة كما أحببت زوجتي السابقة فاتن. ولا زالت إلى يومنا هذا تربطني علاقة ود واحترام معها، وأقدر وأحترم كثيرا زوجها الحالي الدكتور.. كما أن فراقي مع فاتن لم يكن بسبب مشاكل شخصية، وإنما كان بسبب بعد المسافة بينني في أمريكا وبينها في مصر، خصوصا وأنها لم تشأ التفريط في مسيرتها الفنية واللحاق بي في أمريكا، كان ذلك خيارها واحترمتها فيه..  خصوصا وأن مشاكل تأشيرة السفر كانت قائمة في عهد ذلك “الرئيس الـ(...)”    هل تقصد الرئيس جمال عبد الناصر؟    نعم؛ ذلك الرجل المجنون؛ الذي قاد البلاد إلى الهاوية، كان يعتقد بجهله أن باستطاعته هزيمة اليهود بكذبة حرب الستة أيام، و”الغلابى” الفقراء والفلاحين المصريين صدقوه وانقادوا وراء طيشه. لن أنسى أبدا كيف كنت مسخرة في يد الأمريكان في تلك الأيام كانوا يستهزئون بـ”مصريتي”.. نعم لقد بكيت قهرا وقتها من المهانة.    تتكلم عن عبد الناصر ببغض كبير، في حين نعرف أن علاقتك بالرئيس السابق أنور السادات كانت طيبة، ألم يرتكب السادات برأيك حماقات سياسية؟ على العكس تماما.. السادات كان رئيسا محترما، وبالفعل كانت تربطني به علاقة طيبة، إلى درجة أنه طلب مني يوما أن أتوسط له عند الإسرائيليين، لكي يفتح صفحة جديدة معهم.. هذا كلام خطير أستاذ عمر، أنت تقول بأنك كنت همزة الوصل بين السادات وتل أبيب؟؟    بالتأكيد، أنور كان يعرف العلاقة الطيبة التي كانت تربطني بالكثير من الأصدقاء اليهود بحكم اشتغالي معهم في أمريكا، لذلك طلب مني أن أهيئ له زيارة إلى إسرائيل للتحادث مع الرئيس الإسرائيلي و”مصالحته”، وكان ذلك حيث كنت، وقتها، في باريس واتصلت بالقنصلية الإسرائيلية هنالك وطلبت منهم تحويل مكالمتي إلى بيغن، وحين تم ذلك قلت له إن السادات مستعد لزيارة إسرائيل. فقال لي بيغن بحماسة كبيرة “ستستقبله كالمسيح”. وهو ما كان بالفعل، حيث إن السادات سافر إلى القدس بعد أسبوع من مكالمتي لبيغن وقابله.    بعيدا عن السياسة والتاريخ ووجع الرأس، هل يمكننا أن نرى مستقبلا “عمرا” صغيرا من أحفاد “عمر الشريف”، في السينما؟    أنا لا أريد لأحفادي أن يشتغلوا في السينما، ما لم يكونوا على قدر كبير من الموهبة والاهتمام بهذا الفن. كما أنني ومن خلال معرفتي بأفراد عائلتي أؤكد لكم أنكم لن تشاهدوا عمر شريف صغير في السينما مستقبلا.“الممثل الكبير” كذبة كبيرة.. كل ما تحتاجه صناعة السينما ؛ هو سيناريو جيد، مخرج جيد ومنتج جيد، أما الممثل فغير مهم.السادات كان رئيسا محترما، وبالفعل كانت تربطني به علاقة طيبة، إلى درجة أنه طلب مني يوما أن أتوسط له عند الإسرائيليين، لكي يفتح صفحة جديدة معهم.. الدوحة: رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)