لم تمنع حالة الرعب والهلع التي خلفها الزلزال الذي هز العاصمة، فجر أمس، رواد مواقع التواصل الاجتماعي من اعتزال هذه الشبكات ولو لوقت قصير، إذ تحوّلت مباشرة بعد الزلزال إلى فضاء لاستقاء المعلومات والاطمئنان على الأصدقاء، والتنكيت أيضا.هبّ سكان العاصمة وضواحيها إلى الشوارع بعد أن اهتزت الأرض تحت أقدامهم، لكن الارتباك لم يمنع الكثير منهم من تذكر حمل هواتفهم النقال الذكية لضمان البقاء على اتصال بشبكة الأنترنت، وهو ما عكسته تعاليق الكثير من الفايسبوكيين الذين تسابقوا على طريقة وكالات الأنباء، لحظات فقط بعد الزلزال، للإعلان عن حدوث الهزة، وتحديد مركزها، حتى قبل أن تقدم القنوات التلفزيونية أي تفاصيل.وحرص هؤلاء على تبادل الأدعية والتضرع إلى الله لتمر الهزة بأقل الأضرار ودون تسجيل الضحايا، بعد أن عادت مشاهد زلزال بومرداس سنة 2003 إلى الأذهان، دون أن يفوتوا الفرصة لانتقاد مركز البحث في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء ببوزريعة، الذي تأخر في إعطاء معلومات وتفاصيل عن الزلزال وتحديد مكان وقوعه وشدته، حسبهم، إذ كتب العديد من الفايسبوكيين أنهم استقوا المعلومات عن الزلزال من مواقع أمريكية، مثلما ذكر أحدهم: “أمريكا تكشف عن الصندوق الأسود للزلزال ومركز بوزريعة ما زال راقدا منذ 3 جويلية”، في إشارة إلى الموقع الإلكتروني ل”الكراغ” الذي لم يتم تحيينه منذ تاريخ 3 جويلية.ولم يغب طبعا حس النكتة لديهم، رغم اعترافهم بأن الزلزال كان قويا وأخرجهم من بيوتهم، فربطوا بين الهزة وبين تصريحات سابقة لبعض المسؤولين والوزراء في الحكومة، ولعل أكثرها طرفة ما جاء في أحد التعاليق: “قالك النقل البحري بين العاصمة وعين البنيان... لتكون في قلب الهزة”، في إشارة إلى وزير النقل عمار غول، الذي سبق وأن أعلن عن مشروع لإطلاق خطوط للنقل البحري في العاصمة، وكذا حديثه في كل مرة من مالي أنه “متواجد لمتابعة تطورات حادثة سقوط طائرة الجوية الجزائرية في مالي من قلب الحدث”.وتذكر الفايسبوكيون غزة الجريحة وأهلها الذين يعيشون تحت القصف ويختبرون الموت كل يوم منذ أكثر من عشرين يوما، ونورد هنا ما جاء في بعض التعاليق: “وجفت قلوبكم وتجمد الدم في عروقكم فقط لأن الأرض اهتزت للحظات، ونسينا أن الأرض تهتز تحت أقدام أهلنا في غزة وتمطر سماؤهم نارا كل يوم... لك الله يا غزة”... “ثوان فقط كانت كافية لتزرع الرعب في قلوبنا، فكم من هزة إسرائيلية أفزعت أهل غزة منذ شهر، كم من صاروخ قض مضجع إخواننا الثابتين هناك، ثبت الله قلوبكم يا حاملي مشعل شرف العرب والمسلمين”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سلمى حراز
المصدر : www.elkhabar.com