الجزائر

الغنوشي لا ينسى



 استغرب الملاحظون عندنا زيارة زعيم حركة النهضة التونسية الجزائر، وزادت حدة الاستغراب عندما علم المستغربون أن الغنوشي سينزل ضيفا على رئيس الجمهورية في قصر جنان المفتي.
تقول المعلومات إن الرئيس بوتفليقة استنطق الغنوشي استنطاقا بأسئلة كثيرة، كان الغنوشي يجيب بهدوء. لكن لماذا الغنوشي هو من يحظى بكل هذا التكريم وحفاوة الضيافة والاستقبال الرسمي وعلى أعلى مستوى.
من الناحية السياسية البحتة، لأن الغنوشي يتزعم حزبا سياسيا في تونس ما بعد زين العابدين بن علي.. وعلى يديه تجري صياغة مستقبل الجارة الصغرى.
أما من الناحية ''الخصوصية''، ومثلما صرح الغنوشي بعظمة لسانه، فقد جاء إلى الجزائر لرد جميلها، إذ كانت منفاه الأول في التسعينات عندما أطلق بن علي حملة مطاردة ضده انتهت على أسوار إقامة فاخرة بحي بوزريعة بأعالي الجزائر العاصمة، وبرسالة تهديد ووعيد للحكومة الجزائرية.
نعم، لقد تجرّأ بن علي على ابتزاز السلطة في أوج الأزمة الأمنية، ''إما أن تسلموني الغنوشي لأفعل به ما بدا لي، أو أسحب تأييدي لموقفكم من قضية الصحراء الغربية والبوليزاريو''.
فما كان من السلطة آنذاك إلا أن تنفي إيواءها للمطلوب رقم واحد لإمبراطور قرطاج، ومثلما آوته في السر تقرر إنقاذه في السر أيضا، وذلك بترحيله متنكرا إلى السودان التي منها ظهر في وسائل إعلامها مكذبا رواية تواجده في حي بوزريعة.
فيكف ينسى الغنوشي (جمايل) الجزائر عليه! وكيف يستغرب المستغربون عندنا وفي جارتنا الصغرى.
وليس الغنوشي وحده الذي وجد في الجزائر الملاذ الآمن، فقد سبقه وزير خارجية سوريا الأسبق، إبراهيم ماخوص، والشاعر العراقي مظفر النواب، الذي طارده نظام صدام حسين.. والقائمة طويلة وحافلة بأسماء من الغرب والشرق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)