الجزائر


العيب...
انتابني إحساسان متناقضان في لحظة واحدة، الأول جعلني أبكي دما والثاني جعلني أضحك مثل المجنونة، أما البكاء فكان بسبب التراشق الغريب بين من صنعوا الثورة ويريدون كتابة التاريخ، فعندما تسمع ياسف سعدي يقذف زهرة ظريف بطاط بقنبلة "التبياع" التي أدت بعلي لابوانت وحسيبة إلى الموت، تجد نفسك مصدوما أمام هول هذا الكلام وهذا الجدل القائم حول قصة علي لابوانت بالذات وتتمنى وأنت من جيل الاستقلال أن يصمتوا جميعا، نعم كفوا عن الكلام وعن الكتابة، فلا نريد أن نعرف عنكم شيئا.وهذا "العيب" الذي تقومون به في حق الذاكرة وحق الشهداء وحق البلد، يجب أن تتوقف مهازله إلى الأبد... اخرسوا جميعا.أما الأمر الثاني الذي جعلني أضحك بجنون، هو كلام زعيم الجن بلحمر، الذي يقول إن صناع القرار ورجال المال والأعمال يستعينون بالسحر على خصومهم، وهنا تذكرت عمو بوتفليقة وقلت لما لا يخطر بباله أن يسخر إمكانيات بلحمر هذا ضد خصومه الذين يقولون إنه مريض جدا ومعزول عن العالم وفيه العلل السبع التي تمنعه من أداء مهامه كرئيس.صحيح في بلاد "الكرطون" يمكن أن يصدق الناس هذا الأمر ويقتنعوا بالقدرات الخارقة والعجيبة للجن بلحمر الذي بإمكانه أن يصير هو مكان بوتفليقة لو أراد ذلك.خلونا من هذا العيب، والله عيب كبير أن يقال مثل هذا الكلام ويصدق ويكتب وينشر ويتفاعل معه "الغاشي الراشي" الذي يصدق بأن هناك جنا أكثر من الجن نفسه.هذان الأمران المُّران المضحكان والمبكيان يعكسان بجد الوضع الذي آلت إليه الدولة ومستوى التفكير والأخلاق وكل الأشياء التي صارت تخضع للتتفيه والتسفيه مع كل الأسف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)