الجزائر

العلاقات بين البلدين في أفضل مستوياتها



العلاقات بين البلدين في أفضل مستوياتها
أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، السيدة جوان .أ.بولاشيك، أمس، عن ارتياحها لبلوغ العلاقات الجزائرية-الأمريكية "أفضل مستوياتها على الإطلاق". مؤكدة أن بلدها يأمل في توسيع وتعميق تعاونه الاقتصادي مع الجزائر، في حين أشارت إلى وجود تعاون أوسع يشمل العديد من المجالات.وأكدت السيدة بولاشيك، عزمها العمل مع الحكومة الجزائرية لتعزيز وتعميق وتوسيع التعاون الجيد القائم بين البلدين، مضيفة أن عملها يتركز خلال مهمتها بالجزائر على ثلاثة مجالات تخص التعاون الأمني، وتعزيز الاستقرار الإقليمي وترقية العلاقات الاقتصادية والتجارية، وأخيرا التقريب بين الشعبين الأمريكي والجزائري.وفي هذا الصدد أوضحت الدبلوماسية الأمريكية في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الشركات الأمريكية "حاضرة بقوة" في قطاع الطاقة، مشيرة إلى أن "الحكومة الجزائرية تسعى لتنويع اقتصادها ويمكن للشركات الأمريكية المساهمة بشكل كبير وتقديم الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف".وإذ أوضحت أن التنمية المستدامة للجزائر "ستكون مرهونة بتطوير قطاعات نشاط أخرى خارج المحروقات"، أبرزت السيدة بولاشيك، اهتمام شركات أمريكية بالعمل في قطاعات على غرار الصحة، الصناعة، الصيدلة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال والخدمات.كما يمثل تعزيز العلاقات بين الشعبين الجزائري والأمريكي "أحد المحاور الأولوية" لعمل الدبلوماسية الأمريكية التي أكدت على إرادتها في المساهمة في تحقيق ذلك لا سيما بدعم تعليم اللغة الإنجليزية ومساندة المجتمع المدني الجزائري.وكدليل على إرادة البلدين في ترقية علاقاتهما، ذكرت السيدة بولاشيك، بمختلف الزيارات التي قام بها مسؤولون كبار من البلدين لاسيما خلال السنة الجارية، مذكّرة بزيارة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أوت الماضي، في إطار قمّة إفريقيا-الولايات المتحدة، حيث أجرى على هامشها لقاء هاما مع ممثلي شركات أمريكية كبرى في واشنطن.كما نوهت الدبلوماسية الأمريكية، بالنتائج التي حققتها الحملة الترويجية للاستثمار في الجزائر التي قادها وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، في أكتوبر المنصرم، إلى واشنطن وشيكاغو "حيث عبّر الوزير عن إرادة الحكومة الجزائرية في جعل مناخ الأعمال في الجزائر أكثر استقطابا".وبخصوص الجانب الأمريكي تطرقت السفيرة إلى الزيارة التي قام بها كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية جون كيري، في أفريل الفارط، إلى الجزائر وكاتب الدولة للطاقة ارنست مونيز، في جوان الماضي، على رأس وفد اقتصادي أمريكي كان قد شارك في معرض الجزائر الدولي، مؤكدة أن هذه الزيارات تعكس الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز علاقاتهما على كافة المستويات.كما اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، أن مجال إنتاج الطاقة يمكن أن يمثل قاعدة متينة للتعاون الاقتصادي الجزائري-الأمريكي "لاسيما مع إرادة الجزائر في الاستثمار في إنتاج الطاقات المتجددة"، مضيفة "أن الولايات المتحدة لها خبرة كبيرة في هذا المجال، كون المؤسسات الأمريكية تستعمل التكنولوجيات المتقدمة وبإمكانها أن توظف مهارتها في خدمة الجزائر".وذكرت بالعقد الموقع السنة الماضية، بين جنرال إلكتريك وسونلغاز "لرفع قدرات الجزائر في مجال إنتاج الكهرباء"، واصفة المشروع ب«الضخم "كونه سيسمح للجزائر بتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية والتصدير نحو باقي الدول الإفريقية". كما تطرقت إلى العقد الموقع مؤخرا بين الخطوط الجوية الجزائرية والشركة الأمريكية لصناعة الطائرات "بوينغ" المتعلق باقتناء عشر طائرات جديدة.وبخصوص التعاون في المجال الأمني وترقية الأمن الإقليمي، أشارت السفيرة الأمريكية، إلى أن الأمر لا يعني فقط العمل مع الحكومة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب العابر للأوطان، بل يشمل أيضا "دعم الحلول السلمية والسياسية للنزاعات في المنطقة خاصة في مالي وليبيا".واشنطن تدعم جهود الجزائر لحل أزمتي مالي وليبياوحول هذه النقطة أكدت السفيرة الأمريكية، أن بلادها تثمّن كثيرا جهود الجزائر الرامية إلى الوصول إلى حل سياسي وسلمي للأزمتين المالية والليبية، مؤكدة أن "الحل العسكري مستبعد" في حل هاتين الأزمتين.كما أشارت إلى أن "الحكومة الأمريكية تقدّر كثيرا دور الوساطة الذي تقوم به الجزائر من أجل تسوية الأزمة في مالي، وأنها تدعم جهودها في هذا الاتجاه، مضيفة أن الجزائر كانت "شريكا متميزا" لبلدها في مكافحة الإرهاب، وفي تكريس الاستقرار على المستوى الإقليمي.وفيما يخص الأزمة الليبية أشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى وجود مشاورات "دائمة" بين بلدها والجزائر حول هذه المسألة، مجددة دعم الولايات المتحدة للجهود الجزائرية الرامية إلى مباشرة حوار ليبي مشترك.وأكدت قائلة في هذا السياق "إننا نرحب بالتعاون الوثيق بين الجزائر ومنظمة الأمم المتحدة، قصد الوصول إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا"، مذكّرة بالتزام بلدها بإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا التي تشهد وضعية لاإستقرار خطيرة منذ سقوط النظام السابق،وعلقت في هذا الصدد "من الواضح أن "حل الأزمة الليبية لن يكون عسكريا".وفي معرض حديثها عن الجانب الأمني، أكدت الدبلوماسية الأمريكية ضرورة التمييز بين الإرهاب والإسلام، بالقول "الإرهابيون مجرمون ليس لديهم أدنى احترام لحياة البشر والقيم الإنسانية، وإنه لمن الخطأ ربط الإرهاب بدين من الأديان أو بقضية معينة". كما أردفت تقول "إن الحكومة الأمريكية تعتبر الإسلام دين سلام"، وأن العنف "لا يكون أبدا الرد المناسب لتسوية أزمة ما".وكانت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، قد أكدت أمام الكونغرس الأمريكي شهر جوان الماضي، أنها ستواصل العمل بالمصالح الهامة لسياسة الولايات المتحدة في الجزائر بالتنسيق مع الحكومة، على مكافحة الخطر الإرهابي وتعزيز الاستقرار بمنطقتي المغرب العربي والساحل، وكذا تعزيز العلاقات التجارية الثنائية ودعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية الكفيلة بضمان استقرار الجزائر على المدى البعيد.وترى واشنطن أن دور الجزائر كوسيط في النزاعات بالقارة الإفريقية يبقى حيويا من أجل إيجاد حلول سلمية، في وقت تبين صحة مقاربتها الأمنية التي ترتكز على إرفاق جهود مكافحة الإرهاب بتحقيق التنمية في المناطق الفقيرة بالساحل، والتي وجد فيها الإرهاب مرتعا خصبا لتنفيذ مخططاته نحو دول المنطقة.وقد شكل الحوار الاستراتيجي الذي عقد اجتماعه الأول في أكتوبر 2012 بواشنطن، إطارا جديدا لتعزيز التعاون الثنائي، حيث أكدت واشنطن في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تنسّق بصفة وثيقة مع الجزائر حول مجموعة من المسائل لاسيما السياسية والأمنية والمتعلقة بمكافحة الإرهاب، وكذا الاقتصاد وترقية المجتمع المدني.الجزائر بلد الدبلوماسيين ذوي الكفاءات العاليةمن جهة أخرى أشارت السيدة بولاشيك، إلى أن الجزائر "بلد الدبلوماسيين ذوي الكفاءات العالية"، مذكّرة بالدور الذي قامت به الجزائر سنة 1981، في مجال إطلاق سراح 52 رهينة أمريكية كانت محتجزة بإيران.وأكدت في هذا الإطار "أن الحكومة والشعب الأمريكيين ممتنان جدا للعمل الجبار الذي قامت به الجزائر لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين. فوجود دبلوماسيين بهذه الكفاءة يجعلني أتشرف وأتطلع للعمل معهم لمواجهة المسائل الشائكة".كما أعربت من جهة أخرى عن "إعجابها الكبير" بالإنجازات التي حققها الشعب الجزائري على مدى ستين عاما، قائلة في هذا الصدد "عندما أعود إلى تاريخ الجزائر فإنه لا يسعني إلا أن أقدّر بشكل كبير كل ما حققه الشعب الجزائري خلال هذه الفترة أي منذ اندلاع الكفاح المسلح إلى يومنا هذا".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)