الجزائر

العلاقات العاطفية عبر الهاتف النقال ... الهروب للاسلكي كبديل عن الرسائل البريدية



العلاقات العاطفية عبر الهاتف النقال ... الهروب للاسلكي كبديل عن الرسائل البريدية
لا زال الهاتف يملك مكانة محترمة جدا لم تهزها رياح الأنترنيت على الرغم من تطور وسائل الاتصال بدليل أرقام مشتركي الهاتف الجوال والسلكي التي تطالعنا عليها البيانات الإعلامية لمتعاملي الهاتف النقالة في الجزائر بالاضافة إلى ما نشاهده يوميا بشوارعنا وببيوتنا وبمقرات عملنا, ويلجأ إليه الإنسان لقضاء حاجاته بما فيها العاطفية ليعقد علاقات حرة يعبر فيها عن أحساس روحه الدفين فيبكي ويضحك ويتلفظ بالسوء ويقول أرائه بحرية خاصة حين يفتقد الى راحة نفسية آو إلى مسلك ضروري يفقده الأمن والإحساس بالاتجاه والهدف الواضح .في حياته الواقعيةوحول هذا المجال سنتحدث في هذا العدد عن تراجع نسبة نجاح العلاقات العاطفية الهاتفية والتي ضل الكذب بطل لقاءاتها الصوتية مع بدايات انتشاره وخاصة بعد دخول تكنولوجيا الهاتف الجوال والرسائل والصور للمجتع الجزائري.حينما تتحكم صدفة في مصير حياة بكاملها...إنها علاقات تعقد بطرق ملتوية فقد يشكل الرجل رقم فتاة سمعه صدفة والعكس وقد يلتقيان في الشارع ويرمي برقمه وقد يلتقطه هو من شرفتها وهكذا وهي الطريقة التي وقفنا عندها بحي راقي بولاية من ولاية الوسط وهو الحي الاستقراطي الذي تسكن فيه اغلب العائلا ت الثرية أين تقوم بعض الفتيات بمختلف الأعمار بالطرق او حتى لمحناهن بالشرفات بتربص اصحاب السيارات الفخمة فيرمين بأرقامهن الهاتفية لهم بهدف التعارف وكل ونيتها فهناك من ملت من العلاقات العادية ,ومنهن من تبحث عن متنفس للثرثرة الجدية والتسلية و منهن من تبحث عن الحلول لمشاكلها الزوجية والباحثة عن عمل والمنشغلة في ايجاد حل لمشاكلها العاطفية ومنهن من تملك خلفية مادية تدفعها لعقد علاقة هاتفية على أن تتطور فيما بعد حسب نوع المتصل حتى تحصل على بطاقات التعبئة وهو السبب الاكثر دفعا لاغلب الفتيات في اختيار هذا النوع من العلاقاتوللتصنيف وعنصر العاطفة كلمة ...حدثنا السيد رضا عن السبب الذي من منظوره يدفع البعض لعقد علاقات عبر الهاتف فنظرته لها تقتظي كما قال التصنيف وبعد تصنيفها ودخول عنصر العاطفة او الحب فيها تكون في اعتقاده مفتوحة على كل الابواب..على القلق على عنصر المفاجاة وأجمل ما في الحياة هي المفاجأة, حيث يعتبر هذا الأخير نقطة مهمة, تعطي للطرفين نقطة التخيل, والتخيل كما يراه رضا غريزة في الانسان, بدليل انه يستطبع تركيب صور المتصلة بها حتى يستفيض جسديا, الى هنا الامر العادي لكن لما تنقلنا الى المركز التجاري الذي افتتح ابوابه مؤخرا اكتشفنا نساء متزوجات يعمدنا الى تسجيل ارقام جوالات التجار لأسباب اهمها الثرثرة والتنفيس بعدما ركنت دورتهم الزوجية الى مرحلة التعود, والملل, والتكرار فالسيدة نجاة لم يمر على زواجها الثلاث سنوات لكنها لا زالت تتحدث عبر جوالها لعشرات الرجال, كل وثقافته, كل ومزاجه على ألا تخرج وتراهم ويلتقيان, خوفا من عار الخيانة الزوجية بالرغم من انها تعترف انها تخون زوجها عقليا , لكن تجد مبرر صك الغفران على هذه الخطيئة في كون العلاقة مجرد كلام وفقط ,غير أن أختها الحاجة نورة فقد قابلت تصرفها بالانتقاد بعدما علمت ان هناك من الأشخاص من يلجاؤون الى عقد علاقات جنسية ترهق المخ والعضلات من خلال أحاديث السمر والسهر الماجن, ومن زاوية أخرى في المعرض حدثتنا الآنسة مريم عن إشكالية مهمة وهي الإعجاب والحب, فمريم تقول انه في مثل هذه العلاقات, قد يقع الشخص بحبي , واكتشف باني لا زلت في مرحلة الإعجاب, فانا أحب ذاته لا ملامح جسده لأنه علّيّ أن اعيش الواقع ,علي ان أبحث عنه,عن الصورة الحية ,هذا يفيدنا بالاخص إذا بدأ الحب عندي بطريقة سريعة من جانبي, وأضحيت غير قادرة على العزوف عن التفكير به وحين أراه اتفاجأ بشكله وهناك يدرك انسحابي القاسي, لذلك فمن المستحسن على رواد العلاقات الصوتية تضيف محدثتنا ان يدركوا خطورة هذه العلاقات وان كان بعضها ناجح لكنه شاذ لا يمكن ان يقاس عليه,, لان الحب الحقيقي موجود ولا ارض له غير الواقع و نفس النظرة تراها الآنسة نادية العاملة بوحدة لصنع الأدوية بولاية من غرب البلاد حيث تقول ان الانسحاب وقت التقاء أصدقاء الهاتف وجها لوجه, أمر مريب يستدعي التريث فالمرأة مثلا اذا اختارت شريك أحلامها بهاته الطريقة عليها ان تتوقع الاسوء عن شكله،, بالرغم من انه غير مسؤول عن شكله, فالله صوره وأحسن تصويره, وعلى كل طرف ,ألا يجرح الأخر بلسان الحقيقة, لأن جراح اللسان لا تلتئم ,عكس جراح السنان, ثم إن الانسحاب تقول نادية بقسوة من الطرف الأخر يعبر عن ان الطرف المنسحب لا يعرف ان الإنسان القوي هو الذي لا يجرح مشاعر غيره و إنسان يسبب جرحا داخليا قد يتحول إلى كره, او بغض أو حقد ,وقد يؤدي الى الهوس, مثلما حدث للآنسة صوريا التي عقدت علاقة مع رجل من ولاية الجلفة المعروفين بحدة الطباع ولما التقته هربت اشمئزازا من شكله والنتيجة أنه بعد أن اتصل بها ليستفسر منها عن سبب ردة فعلها, اخبرته الحقيقة ولم تكتفي بهذا بل شتمته فذهب الى بيتها وأراد أن ينتقم منها لولا تدخل بعض الأعيان لفض النزاع ولا زال يهددها فلم تعد تخرج إلا بصحبة احد أقربائها .بطاقة التعبئة التي حولت الفقراء الى ميسورين امينة العاملة بمحل لبيع بطاقات التعبئة تقول أن تجارتها رابحة جدا, ورائجة وتخدمها العلاقات فأحيانا يلجأ إليها الزبائن من كلا الجنسين, لتزويدهم ببعض الأرقام المعروضة عندها خفية على صاحب المحل, قصد التعارف وهو ما يدر على المحل أرباحا معتبرة, غير أنها وبعد تجربة حوالي خمس سنوات من هذه العلاقات, قالت أنه علينا أن نحدد نقاط هامة في مثل هذه العلاقات ونصحت بنات جنسها خصيصا على سؤال الرجل المخاطب: لماذا تريدني بدون ان تراني؟ وماذا تريد مني؟ وتسأل نفسها لما ألجأ الى علاقات خيالية ترهق مخيلتي وقد أفشل من جرائها وأخسر مالي وعاداتي وطباعي. أما نسرين وهي مهندسة فتقول: أن الأمر قد يحدث ويبدأ بمزحة, ليتطور إما للأعلى بالنجاح, أو يسقط فيفشل, لكنها تلقي اللوم على المراة,هي الأخرى وكأن المرأة سببا في كل شيء , فالمرأة أنانية بطبعها, هي تفضل دراستها, أناقتها عواطفها, مكالماتها على تناول دوائها او وجبة الغداء حين تتخلى عن الدوافع الأصيلة الموجودة في مثلث ( هاسل ) كدافع العاطفة ,والطعام ,والفطرة, والدفاع وتولي شخصا اخر تعرفه ولو بالصدفة او عن خطا هاتفي اهتماما بالغا فتسمح له بمداعبة حسها وحياتها ويمارس عليها شعائر الحب الخاوي في بيتها وربما تحت فراش زوجها هي علاقة حسب ما لا حظناه نستطيع أن نسميها أي اسم غير علاقة طبيعية صحيحة ولعل توجهنا نحو المرأة بشكل كبير في هذا الموضوع قد يعرضنا لانتقادات غير أن النساء هنا الأكثر نية وغباء في الكثير من الأوقات ولأن المرأة هي الزبون الوفي لهواتف الأكشاك ولمحلات تعبئة الأرصدة.وإلى جانب هذا هناك نقطة مهمة تؤدي بالمرأة إلى امتهان هذه العادة وهي العمل على تخريب مخ الرجل وأعصابه من خلال كلامها الماجن فتروضه ويصبح كالريشة تحت قدميها, فقط بهدف ان يمنحها المال وهو فعلا ما تقوم به امينة وفاطمة وغيرهن ممن يعبئون ارصدتهن المالية من وراء المتاجرة اللفظية ان صح القول غير أنهن لم يعدن يعطين هذه العلاقات أهمية لنشوب حرب بين عقولهن وقلوبهن ولمرحلة الفراغ والكلام السريع والكاذب وغير مؤسس. كما ان للتلفزيون وتشدق الناس بقصص الغرام التي تعرضها القنوات التلفزيونية للمشاهدين يوميا ,سببا في زيادات معدل هذه العلاقات وكيفية الإطاحة وهو ماجعل العديد من الفتيات يبحثن عن رقم جوال المدراء, قصد الحديث معهم, وبالتالي الظفر بمنصب عمل وهي المكالمات التي جعلت منهن دمى يفككها الرجال ويجمعونها كيفما يشاءون برغم إدراكها في الكثير من الأحيان لقدوم اليوم الذي تتآكل فيه أطراف الدمية وتصدأ, الشيء الذي يجعل الرجل يبحث عن دمية أخرى خاصة وأن الدمى في وقتنا هذا تغيرت وتطورت, فمنها تغني, ومنها من ترقص وتغمض عيناها وتبكي ,وهكذا على المرأة الأكثر مراهنة على مثل هذه العلاقات وأن كان في بعضها لا حرج ان تحافظ على قيمتها وألا تنسلخ وتتنازل للفراغ الروحي الذي أدى بها في هذا الفصل الحار الى التردد على محلات تعبئة الرصيد وعلى الرجل أيضا ألا ينهك نفسه في البحث عن حب بطله الهاتف, حتى ولو كان من باب البحث الجدي عن رفيقة, وان حدث فعليهم ألا يطيلوا عمر العلاقة الأثيرية وان يكونوا صرحاء'فأحيانا تحدث كثيرا من الاكتشافات الإنسانية التي تبتكرها نفس الإنسان بعد الخروج من تجربة فقد نكتشف أننا بالرغم من مرور عقد من الزمن على صداقة تجمعنا بأشخاص موطنها الهاتف غير أنها جدية من طرف واحد سواء كان رجلا او امرأة وعليه يكفي فقط ان نؤمن بالقضاء والقدر حتى نبتعد عن مثل هاته الخيالات لان الحب حين ياتي لا يسال احد فقد يحب الشيخ امرأة في سن ابنته والعكس والحب في النهاية اعتبار قادر ان يجعلنا نلتزم بحدود جديدة ونحب أناس غير أمهاتنا وآبائنا بقدر مماثل .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)