الجزائر

العقيد‮ ‬شعباني،‮ ‬كريم‮ ‬بلقاسم،‮ ‬الانقلاب‮ ‬على‮ ‬بن‮ ‬بلة‮.. ‬أسئلة‮ ‬تلاحق‮ ‬مسار‮ ‬بومدين



العقيد‮ ‬شعباني،‮ ‬كريم‮ ‬بلقاسم،‮ ‬الانقلاب‮ ‬على‮ ‬بن‮ ‬بلة‮.. ‬أسئلة‮ ‬تلاحق‮ ‬مسار‮ ‬بومدين
طغى حضور اسم الرئيس الراحل هواري بومدين، على ذاكرة الجزائريين، كشخصية فذّة ومنقذة لهم من هموم الانحطاط السياسي والإداري، وعلى الرغم من بقائه رمزا في مخيِّلة عموم الجزائريين، إلا أنه وبعد مرور 34 سنة على وفاته يسجل التاريخ للرجل مآخذ وانتقادات على سنوات حكمه‮.‬

ولعل من أهم المآخذ على الرئيس الراحل، استيلاء جيش الحدود بقيادته على السلطة على حساب الحكومة المؤقتة برئاسة بن يوسف بن خدة، الذي فضّل التنازل بدل الدخول في حرب أهلية، ليفرض جيش الحدود بقوة الدبابة أحمد بن بلة، رئيسا للجمهورية في صائفة 1962.

ولكن وقوف العقيد بومدين إلى جانب بن بلة لم يدم طويلا، إذ سرعان ما انقلب عليه، رغم أنه كان يثق فيه ثقة عمياء، حيث قاد انقلابا عليه في 19 جوان 1965، تحت ذريعة إنقاذ ثورة التحرير وتصحيح المسار السياسي، وبسط سيطرته على كل مقاليد الحكم، وأصبحت بذلك كل السلطات في‮ ‬يد‮ ‬بومدين‮ ‬ومجلس‮ ‬الثورة‮.‬

ويُحمِّل الكثير من الجزائريين بومدين، مسؤولية تمكينه الضباط الفارين من الجيش الفرنسي، رغم نفي الرئيس الشاذلي بن جديد للأمر، حيث منح لحوالي 200 ضباط مناصب ومسؤوليات في الجيش الوطني الشعبي، وكذا دوره في تصفية أصغر عقيد في تاريخ الجزائر، العقيد شعباني، لأنه عارض‮ ‬إدماج‮ ‬هؤلاء‮.‬

ومن أكبر المآخذ على الرئيس الراحل إخماده لكل أصوات المعارضة، وحتى العلماء، وفتح الباب لصراعات لم تنته إلى اليوم ضد وطنيين، إسلاميين ويساريين، بل حتى أنه نفى شاعر الثورة مفدي زكريا، بعدما رفض الأخير طلبه بكتابة شعر يمجد فيه خيار الاشتراكية والثورة الزراعية، قبل أن يلجأ مفدي زكريا إلى تونس، كما كان له دور في نفي كل من آيت أحمد و محمد بوضياف، مع فرضه الإقامة الجبرية على العلامة البشير الإبراهيمي، والشاعر محمد العيد آل خليفة، وفي عهده أٌغتيل أحد الستة، المجاهد كريم بلقاسم، في ألمانيا عام 1973.

وأعاب الكثير من الذين عايشوا بومدين عليه إهداره المال العام في مشاريع أثبتت فشلها فيما بعد، مثل الثورة الصناعية والثورة الزراعية، رغم أن البعض يرد عدم نجاحها إلى سوء تطبيقها، وفي عهده كذلك وصلت أسعار البترول إلى حدود عالية جدا وحقق أرقاما قياسية في ذلك الوقت،‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬الرجل‮ ‬مات‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬ديسمبر‮ ‬1978،‮ ‬ولم‮ ‬يترك‮ ‬دينارا‮ ‬واحد‮ ‬في‮ ‬حسابه‮ ‬البنكي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)