الجزائر

العطلة الصيفية غاليا ما تتحول إلى خدمة ضيوفهم



العطلة الصيفية غاليا ما تتحول إلى خدمة ضيوفهم
تعرف فترة الصيف حركة كبيرة على مستوى المطارات والموانئ حيث يفضل كثير من المغتربين قضاء العطلة الصيفية على أرض الوطن رفقة الأهل والأحباب، وفي الوقت الذي ينزل هؤلاء ضيوفا على أقاربهم من سكان الوطن.م/رحيث يقضون الإجازة بين الفسح والتلذذ بما طاب من الأكلات التقليدية وغيرها من النشاطات التي يستمتعون بها على أرض الوطن، بمقابل ذلك يتأفف المضيفون من تصرفاتهم ويستثقلون ذلك المكوث.وفيما يلي بعض آراء بعض المضيفين التي رصدتها "الحياة العربية" والذين تحولت لديهم العطلة الصيفية إلى خدمة لضيوفهم الذين اضطروا إلى ربط حياتهم بضيوفهم، سواء في البيت أو خارجه من أجل مرافقتهم في تجوالهم وتعريفهم بكل ما هو جديد في وطن فارقوه لمدة طويلة.كانت أيامه الأولى مربكة جداً، فهو لم يعتد أن يحل ضيفاً مقيماً في منزل أحد، لكن ابن عمه أصرّ عليه أن يقيم في منزله ومع عائلته ريثما يتدبر أموره، ويقول أحمد "كنت أشعر بالحرج لدرجة كبيرة، وأحاول أن أقضي معظم الوقت خارج البيت، فمن اليوم الأول طلبت من ابن عمي أن يشرح لي كيف أستقل المواصلات العامة، ويعطيني بعض المعلومات عن الأماكن الرئيسة القريبة من منزلهم، وصممت على أن أعتمد على نفسي، ورغم أني استطعت العثور على سكن خاص بي بعد بضعة أيام بمساعدة ابن عمي طبعاً، إلا أنني كنت أشعر بأن هذه الأيام كانت ثقيلة علي، وعلى عائلة اضطرت إلى تغيير نمط حياتها والتخلي ربما عن الكثير من عاداتها؛ بسبب وجودي غير المعتاد بينهم".لكن للأسف ليس كل الضيوف من النموذج السابق، فهناك بيوت لا تعرف طعم الخصوصية مثل بيت أمنية فبسبب طبع زوجها الخجول والمرحب بكل قريب يقصده، تكاد تؤكد أنها لم تقض شهرين متواصلين في منزلها، من دون أن يكون هناك ضيوف من أقاربهم يقيدون حريتها، وعن أثر هذا على علاقتها بزوجها تقول "في البداية كنا نتشاجر كثيراً بسبب هذا الموضوع، لكني تعبت واستسلمت في النهاية وأصبحت أبتعد عن التفكير في الأمر، لكني في الوقت نفسه لم أعد أتعب نفسي في المجاملة والحرص على مشاعر الضيوف، الذين اعتادوا على احتلال منزلي".في منزل آخر تبدو الصورة أكثر فكاهة، كما يرويها أدهمحيث فاجأه صديقه المقرب بزيارته في شهر رمضان قبل بضع سنوات، ويقول "لم يطل صديقي الإقامة في منزلي سوى لبضعة أيام، حيث استطعنا أن نتدبر له سكناً في شقة تؤجر للشبان، لكنه لم يكن يعرف أحداً غيري في البلد، وكنت ألتزم بدوامي في الصباح، وألازمه طيلة فترة المساء من أذان المغرب حتى أذان الفجر، وأنا آمل كل ليلة أن ينتبه لكونه يجلس عزولاً بيني وبين زوجتي، ويكمل بأنه من يومها تعلم أن يضع حدوداً لمجاملة الآخرين".أما صديقة سلوى فلم تكتف باحتلال منزلها والاستيلاء على أشيائها، مثل اللاب توب الخاص بها، والملابس وغيرها، بل كانت تفرض عليها وعلى زوجها تكرار أصناف معينة من الطعام؛ لأنها لا تأكل معظم الأكلات التي يفضلونها، وعن المواقف الأكثر طرافة تحدثنا قائلة "من المتعارف عليه أن الضيوف النساء يكن أقل إحراجاً لأصحاب المنزل، لكن الغريب أن صديقتي كانت تتسبب بحبس زوجي في غرفة نومه، فهي محجبة لكنها لا تصدق أن يخرج من الصالة حتى تتخلص من الحجاب وترتدي بيجامة النوم؛ لتسهر حتى الصباح في الصالة التي كانت تحتلها".ومثلها الكثيرون، الذين قوبلوا بالعتب واللوم، رغم الضغط الذي عاشوه بسبب ضيوفهم الكرام، كما حصل مع رمزي الذي اضطر لاستضافة ابن جيرانهم قبل فترة لمدة شهر كامل، كان يكافح فيه ليوفق مابين ظروف عمله، الذي يقتضي منه الدوام لساعات طويلة، تصل لاثنتي عشرة ساعة، ليجبر نفسه بعدها على السهر مع ضيفه حتى الصباح، كون الأخير كان ينام طيلة النهار، ولم يكن يضطر لمجاملته في السهر وحسب، بل وفي الضيافة، حيث كان مضطراً لأن يعود ليطهو لضيفه ويشاركه عشاءه.للعادات والتقاليد دوماً وجهان، فهي تأمرنا بأن نكرم الضيف ونحسن ضيافته، كما يأمرنا الدين أيضاً حسب أحمد "لكن هذا الكلام يصح عندما يكون الإنسان في بلده أولاً، وعندما يكون منزله وظروفه ملائمة، أما في شقة صغيرة بالكاد تكفي العائلة التي تقيم فيها، فيغدو الأمر مبتذلاً"، وعن الضيوف الذين يؤمون منزله يقول "يصعب على أبي أن يخالف عاداتنا وتقاليدنا التي تقوم على إكرام الضيف، حتى أنه يضطر للتغيب عن عمله ليبقى برفقة بعض الضيوف الغرباء، الذين يقصدون بيتنا، كونه لا يمكن أن يتركهم في المنزل وحدهم برفقة النساء".لكن ليست البيوت المزدحمة وحدها التي تعاني من ثقل الضيوف، ففي منزل عبدالرحمن تتحول الوحدة التي آثرها على مشاركة السكن مع آخرين إلى نقمة، ليجد نفسه مضطراً لاستضافة معارفه ومعارف أصدقائه بين الحين والآخر، كونه يسكن وحده ولن يؤثر عليه استضافة شاب آخر معه في السكن، وعن آخر ضيوفه يقول: أرسل لي صديقي المقيم في مصر صديقه، مؤكداً له أني سوف أسعد بضيافته فهو سيسليني، واتصل بي ليطلب مني أن أستضيفه بضعة أيام، ريثما يتدبر أمر السكن، وبالطبع امتدت هذه الأيام حتى انتهت زيارته، لأجد نفسي ملزماً خلال هذه الفترة بالارتباط به والتخلي عن حريتي، فقد أصبحت مسؤولاً عن إرشاده ومساعدته للحصول على عمل، والقيام بواجب ضيافته، حتى وجدت نفسي أتنفس الصعداء بعد سفره، فقد أربكني الشعور بالمسؤولية اتجاه هذا الغريب الذي جاء ليسليني... بروتوكول الضيافة "يجب على الضيف مراعاة خصوصية أصحاب البيت"طبعاً يفترض بالضيف أن يعرف حدوده ويتصف بالحياء وعزة النفس، كما يشير طارق الشميري "خبير إتيكيت وبروتوكول" وعلى الضيف أن يراعي الكثير من النقاط عندما تضطره الظروف لأن يقيم في منزل أحدهم، ومن أهمها مراعاة خصوصية أصحاب المنزل أثناء إقامته لديهم، على أن لا تطول هذه الإقامة في كل الأحوال، فعليه أولاً أن يبحث عن مكان إقامة خاص به أثناء وجوده في بيت مضيفه، وأن يصّر على هذا حتى وإن أصّر مضيفوه على وجوده في منزلهم، وعن التصرفات التي عليه القيام بها أثناء وجوده في بيت مضيفه، يقول "على الضيف المقيم أن يشارك في مصاريف المنزل بشكل غير مباشر، حتى لا يشعر أصحاب المنزل بأنه عبء عليهم، وعليه أن يعتني بنظافته وبأشيائه الخاصة وبغرفته بحيث يتحاشى أن يدع أمر القيام بأموره الخاصة لأصحاب المنزل، وعليه أيضاً أن يشعر مضيفيه مراراً بأنه يقدر لهم كرمهم، ويثني على كل ما يقومون به لأجله، ويتعامل بلطف مع جميع أفراد العائلة، ويحاول أن يكون معيناً لهم لا متسبباً بالفوضى، وبالطبع لا يحبذ أبداً أن يتصرف بحرية ويتعدى على خصوصية أغراض البيت، أو حتى مجرد هاتف، أما بالنسبة للمشكلة التي تواجه الكثير من المضيفين، وهي كيفية التخلص من الضيف الثقيل دون الوقوع بالحرج، أو التسبب بنشوء الحساسية بين الطرفين، فيوضح أنه في حال تجاوز الضيف حدود الضيافة وأصبح ثقيلاً على العائلة، ينصح بأن يبدأ المضيف بتوجيه رسالة غير مباشرة برغبته بانتهاء هذه الضيافة، وهذا بتكرار أعذار الانشغال، ولا بأس بشيء من التجاهل وعدم الاهتمام".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)