تابع عشاق الفن السابع، سهرة أول أمس، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي الشيخ عبد الكريم المغيلي التلمساني لمخرجه العربي لكحل، بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، الذي أتى مزيجا ما بين الوثائقي والخيالي، في محاولة لتصوير الأبعاد الجهادية والصوفية والإصلاحية التجديدية لشخصية عبد الكريم المغيلي، التي جسّدها الممثل عبد النور شلوش.
سلطت كاميرا المخرج الضوء على مدينة تلمسان، مسقط رأس الشيخ المغيلي نهاية القرن الثامن للهجرة 793 هـ، أين كانت عاصمة الزيانيين تعيش أحلك ظروفها باقتراب سقوط حكم بني زيان، وما عرفته المرحلة من نزوح لمسلمي ويهود الأندلس نحو تلمسان، وهي الفترة التي نشأ فيها الشيخ. وتطرق الوثائقي إلى انتقال المغيلي شرقا نحو بجاية، وتعرفه على علمائها مثل ابن الأغليسي، ثم إلى الجزائر العاصمة، أين نضجت شخصيته، لدى تتلمذه على يد شيخ المتصوفة في الجزائر آنذاك الشيخ عبد القادر الثعالبي، الذي زوّجه ابنته وحمّله مسؤولية الدعوة بصحراء توات، حيث كان لليهود جالية كبيرة ذات نفوذ في جميع قبائل وإمارات الصحراء.
وركز العمل على دور الشيخ في جهاد اليهود، بمنطقة تمنطيط في صحراء توات، بعد فتواه الشهيرة التي راسل فيها العلماء في أصقاع العالم الإسلامي، لطلب النصرة والتأييد، ودعا فيها إلى هدم كنيستهم وإرغامهم على الخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية وقيودها، فيما يخص أهل الذمة. كما جاءت في الوثائقي رحلة المغيلي في مختلف أصقاع العالم، وصولا إلى عودته إلى الديار وانزوائه واختياره العزلة بقصر بوعلي، في ضيافة عائلة البرامكة، أين أسس زاويته على الطريقة القادرية وتفرغ للتأليف.
وبرر المخرج العربي لكحل تخصيصه لأكبر جزء من عمله للحديث عن حرب المغيلي على اليهود، مقابل إغفال البعد الإصلاحي والدعوي للشخصية. قائلا ما دفعني لذلك هو اهتمام الآخرين بشخصية المغيلي الجهادية، مثل تنظيم جامعة إسرائيلية بتل أبيب سنة ,2008 لملتقى دولي حول شخصية المغيلي، أعقب بإنشاء معهد يعنى بدراسة فكره الذي غيّر ملامح المنطقة بجهاده ودعوته، كان يسيطر عليها اليهود من كل النواحي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/05/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : تلمسان: نور الدين بلهواري
المصدر : www.elkhabar.com