الجزائر

العرض الشرفي للفيلم الوثائقي أحمد بن زكري التلمساني'' التناحر العربي على كرسي الحكم



أتى الفيلم الوثائقي أحمد بن زكري التلمساني للمخرج زكريا، الذي عرض شرفيا، أول أمس، بالمركز الدولي للصحافة، ليقدم طرحا جريئا، ناقدا للسلطة العربية من عدة قرون ماضية، وتناحرها على كرسي الحكم مقابل تضييع مصالح الشعوب، مثلما حدث في الدولة الزيانية ودويلات الأندلس، وهي الحقبة التاريخية التي عايشها العلامة سيدي أحمد بن زكري، مفتي جامع تلمسان الكبير في القرن الرابع عشر ميلادي. وانطلق الفيلم الوثائقي، الذي كتبه نور الدين ولهاصي، من مرتفعات لالة ستي، أين بدأت رحلة الشاب حسان الذي جاء إلى تلمسان، ليكتشف صدفة بعد تنقيبه في الوثائق التاريخية، أنه من أحفاد أحمد بن زكري.  وواصلت كاميرا المخرج اقتفاء آثار أحد أعلام تلمسان وعلمائها خياليا، انطلاقا من المسجد الكبير، ومنه قصة الميلاد ذات يوم من سنة 830 للهجرة، في عهد السلطان الزياني المتوكل، فعاش بن زكري حياة اليتم في طفولته وكفله العالم أحمد بن زاغو، وحفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، ثم تولاه الشيخ محمد بن العباس ليعيّن مفتيا للديار التلمسانية، بمسجد تلمسان الكبير وعمره لم يكن يتجاوز الخامسة والعشرين. وأكد  الوثائقي أن بن زكري حارب من فوق المنبر، شيوع الفساد وغش التجار في  تلك الحقبة، كما كان سباقا للإفتاء بتقسيم الزكاة على المحتاجين بالمدينة، وساهم في استقبال المهاجرين من الأندلس فرارا من بطش المسيحيين الكاثوليك، وكان يقول عاملوا إخوانكم كمعاملة أنصار رسول الله للمهاجرين بالمدينة . وتطرق العمل إلى بعض مؤلفات الرجل في مسائل القضاء والعقيدة، وحتى التصوف، مثل كتابه الحقائق والرقائق ، ليختتم بظهور البطل حفيد الشيخ بجامعة تلمسان، القطب الجديد بطرازه العمراني الإسلامي الأندلسي، في رسالة أراد المخرج من خلالها القول إن الأمل في النجاة والتطور هو العودة للاهتمام بالعلم والعلماء ومحاربة النسيان، من خلال التنقيب في تاريخنا العريق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)