الجزائر

العرض الشرفي لـ''عيد الربيع'' بمسرح عنابة الحراك العربي يلقي بظلاله على الركح



 احتضن ركح المسرح الجهوي عزالدين مجوبي بعنابة، مساء أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية عيد الربيع ، نص عبد الكريم بلحرازم، وإخراج عبد الحميد فوري، وتمثيل نادية طالبي وعايدة كشود، وبشير سلاطنية، وجموعي عبد الرحمن، إضافة إلى أسماء أخرى. تبدو المسرحية، في قراءتها الأولى، عبارة عن حكاية بسيطة تجري أحداثها في مكان خيالي، لا يشار لزمانه، بقرية تقع على سفح جبل، يسكنها أناس بسطاء، تغلب على تفكيرهم الخرافة، لكنهم متسامحون. وما يميز القرية هو معلمها، المتمثل في الزاوية التي يرتادها الأطفال لتعلم الدين والأدب، في حين يتوجه رجالها إلى المدن الكبرى للعمل، وتبقى النسوة في انتظارهم. تتوالى أحداث المسرحية في شكل حكايا، تتمحور في صورة تكاد تكون في بدايتها ثابتة على شخصية التاجر الدنهاقي ، وهو واحد من سكان القرية، ومعظم العائلات مدينة لشخصه، كما أنه يدّعي أن الزاوية ملك لأجداده، وأن جده الأعظم دفن بداخلها.
وفي زخم الأحداث، يأتي رجل إلى القرية لا يعرفه الناس، فأطلقوا عليه اسم الغريب ، ومن تلك اللحظة دخلت القرية في أجواء مضطربة، حيث تغير سلوك السكان وتبدلت أحوالهم، إذ حل الكره والصراعات محل الطيبة، حتى الدنهاقي تبدلت طباعه وازداد تسلطا وسوءا.. لقد أدخل الغريب في رأسه أفكارا لم يعهدها فيه أبناء قريته، خاصة الطمع، ووقع في مشكلة كيفية إقناع السكان بهدم الزاوية وبناء منتجع سياحي مكانها، يقصده الناس ويصبح مليونيرا، إلى أن تنتهي الأحداث بقيام السكان بطرد الدنهاقي والغريب من القرية وتنتصر الإرادة القوية في الأخير.
في حين تذهب القراءة الثانية بهذه القصة، التي تتجلى في عنوان المسرحية، إلى إسقاطات الواقع الذي يعيشه العالم العربي من تغيير، أشعل فتيلها رجل بسيط يدعى البوعزيزي ، ذلك أن الحتمية التاريخية ترجح غلبة التغيير من الداخل، ومن قبل البسطاء.
واعتمد المخرج في هذه المسرحية على الإضاءة، بطريقة جعلها أقرب إلى السينما منه إلى المسرح، لتعويض الحوار في بعض الأحيان.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)