انبهر العالم لا سيما الاسلامي غداة وصول حزب العدالة و التنمية إلى الحكم في تركيا سنة 2200 معتبرا أن طيب رجب أردوغان يمثل نموذجا للإسلام السياسي المتفتح الذي تم التخطيط له منذ أكثر من نصف قرن في دولة منقسمة الفؤاد بين شرق و غرب علْمنها أتاتورك رغم كل نوازعها الشرقية و توقها لاستحضار مجد الدولة العلية ليثبّت العلمانية كجزء دستوري لا يمكن بأي حال من أحوال و في أي ظرف من الظروف الحياد عنها و كأنّ الفعل كان ارهاصا لما سيحوم بتركيا من مضايقات أوربية تسببت فيها الجغرافيا بحكم متاخمتها لدول تشتم فيها رائحة الشرق.و لو أن تجربة حزبه في الحكم لم تبدأ عام 2002 عند وصوله للسلطة ولكن بدأت بالمجالس البلدية والمحلية التي تعدُّ أكثر قربًا من المواطنين، واستطاع نواب الحزب حلَّ عدد كبير مِن المشكلات و الاحتكاك بالعامة مما دفع هذا النجاحُ إلى نجاحهم في الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة التي رأسها أردوغان، التي استطاعت خلال عشر سنوات مِن وجودها في سُدَّة الحكم أن تنقل تركيا نقلةً نوعيَّةً، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية يقول أصحاب النظرة الإيجابية تجاه برنامج الحزب وأصبح لتركيا دور كبير في محيطها الإقليمي علاوة على نجاحها في تحقيق معدَّلات نموٍّ اقتصاديٍّ مهمة مما بعث رسالة للغرب بإمكانية الاعتماد على الحزب الحاكم ذي الخلفية الدينية كشريك اقتصادي وسياسي موثوق فيه.في حين يصر هذا الحزب أن يقدم نفسه على أنه حزب "ليبرالي محافظ" منسجم مع البنية الدستورية للنظام السياسي التركي القائمة على العلمانية وإبعاد الدين عن الشأن العمومي .وقد عبر أردوغان عن هذا التصور لمحاوريه من قادة جماعات الإسلام السياسي و يؤكد الحزب على العمل بالمذهب البراغماتي حتى صار قادة الحزب والدولة التركية يتفوقون أحياناً على البراغماتية الأمريكية التي هي بالأساس البلد الذي صدر هذه الفلسفة.و يترقب الاقتصاديون أن تكون تركيا قوة اقتصادية ضمن المراتب الأولى في أوربا باعتبارها تنهل من النموذج الألماني بعد أن أعادت هيكلة اقتصادها ليتماشى مع متطلبات الاقتصاديات الكبرى.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف ش
المصدر : www.eldjoumhouria.dz