كشف دنيس روس، المستشار الكبير السابق للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمس النقاب عن أن العاهل السعودي هدد الولايات المتحدة الأمريكية بصورة واضحة أنه في حال حصول إيران على القنبلة النووية، فإن المملكة العربية السعودية ستبدأ مباشرة بمساعيها للحصول هي الأخرى على قنبلة.
وكشف روس عن هذه المعلومة في لقاءٍ مع مراسل صحيفة "هآرتس" العبرية في واشنطن، والذي أكد على أن أقوال الملك السعودي جاءت خلال لقاءٍ سري مع روس عُقد في الرياض في شهر نيسان (أبريل) من العام 2009، ولفت المراسل إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تصريح رسمي أمريكي يؤكد على الموقف السعودي القائل إن امتلاك الجمهورية الإسلامية في إيران الأسلحة النووية، سيؤدي إلى بدء سباق التسلح في منطقة الشرق الأوسط.
وساقت الصحيفة العبرية قائلةً إنه ردًا على تهديدات الملك السعودي خلال اللقاء بينهما أسمعه، أيْ روس، محاضرة استمرت لمدة 10 دقائق حول المخاطر الكامنة في انتشار الأسلحة النووية، ولكن المحاضرة، بحسب روس، لم تُجد نفعًا، ذلك أن الملك السعودي عاد وكرر موقف بلاده.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن أقوال روس وردت خلال ظهور علني مشترك لروس مع ديفيد ماكوفيسكي، وهو باحث رفيع المستوى في معهد واشنطن لدراسة السياسات في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن الاثنين أصدرا كتابًا عن ما يُطلق عليها بالعملية السلمية جاء تحت عنوان: أساطير، أوهام وسلام: البحث عن توجه جديد لأمريكا في الشرق الأوسط. ونوهت الصحيفة إلى أن تقارير إعلامية غربية كانت قد قالت إن العاهل السعودي قال نفس الأمور للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن وذلك في شهر شباط (فبراير) من العام 2007، ولكن هذه التقارير لم تؤكد حتى اليوم، علاوة على ذلك، كتبت الصحيفة العبرية أن الأمير تركي الفيصل، المسؤول عن المخابرات السعودية وسفير الرياض السابق في واشنطن حذر السنة الماضية قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن امتلاك إيران أسلحة نووية سيدفع المملكة السعودية لانتهاج سياسة، التي من الممكن أنء تؤدي إلى تبعات دراماتيكية وغير معروفة، بالإضافة إلى ذلك، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن صحيفة "تايمز" اللندنية نشرت تقريرًا في شهر شباط (فبراير) الماضي، معتمدًا على مصدر سعودي رفيع المستوى، جاء فيه أن الرياض ستتبنى سياسة ذات اتجاهين من أجل الحصول على أسلحة نووية في حال نجاح إيران بالوصول إليه، على حد قول المصدر السعودي، وقالت الصحيفة العبرية إن التهديد السعودي هو بمثابة أحد العوامل المركزية التي تدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى بذل الجهود للحؤول دون حصول إيران على أسلحة نووية، ونقلت عن مصادر رفيعة في البيت الأبيض قولها إن أحد أهم أهداف السياسة الخارجية والأمنية لإدارة أوباما يكمن في وقف انتشار الأسلحة النووية.
وأشارت الصحيفة العبرية أيضًا إلى أن المستشار السابق روس تطرق أمس أيضًا إلى المفاوضات الجارية بين إيران وبين مجموعة (5+1)، حيث قال إنه من غير الواقعي أنْ تؤدي جولتي المحادثات إلى نتائج مهمة، ولكنه بالمقابل قال إنه يتحتم على الدول العظمى وضع الجدول الزمني لانتهاء الحل الدبلوماسي للنووي الإيراني وإبلاغ طهران بذلك. وزاد روس قائلاً إن التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن الهجوم العسكري على إيران لتدمير البرنامج النووي، بما في ذلك تصريح سفير واشنطن في تل أبيب، دان شابيرو، بأن الجيش الأمريكي انتهى من إعداد الخطة لتوجيه الضربة العسكرية، لم تصدر عن طريق الصدفة، وأن هذه التصريحات كانت بمثابة رسالة تهديد واضحة موجهة لإيران لممارسة الضغوطات عليها.
ولفت روس إلى أن الإيرانيين يخشون أقل من الهجوم الإسرائيلي، ذلك لأنهم لا يرون فيها تهديدًا على النظام الحاكم، وفي المقابل فإن صناع القرار في إيران، بما في ذلك المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، يرون بأن هجومًا عسكريًا أمريكيًا يهدد النظام الحاكم بشكل فعلي، على حد قول روس. أما في ما يتعلق بسورية، فقال روس إن هناك خطة مؤلفة من أربعة أقسام: تجنيد روسيا للمساعي، التواصل مع أبناء الطائفة العلوية وتأمين سلامتهم في حال تغيير الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري في الخارج بمثابة البديل الشرعي للنظام الحاكم اليوم، أما البند الأخير من الخطة، بحسب روس، فهي إقامة مناطق للاجئين في شمال سورية بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي وتركيا.
وخلص روس إلى القول إن التزام الرئيس أوباما بالمحافظة على أمن إسرائيل هو التزام غير مسبوق ومُقدس، على حد تعبيره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهير أندراوس
المصدر : www.algeriatimes.net