* email
* facebook
* twitter
* linkedin
حمل الدكتور عبد القادر مخباط، طبيب رئيسي للضمان الاجتماعي لوكالة الجزائر، مسؤولية مختلف المشاكل الصحية التي يعاني منها العمال، كونهم لا يولون أهمية عندما يتعلق الأمر بصحتهم، التي تعتبر آخر اهتماماتهم، وخير دليل على ذلك، يؤكد "عدم التقيد بالاحتياطات اللازمة عند القيام ببعض الأعمال التي يكون فيها عنصر الخطر مرتفعا، كعمال البناء في الورشات والمصانع".
أشار محدثنا في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في يوم تحسيسي حول طب العمل بالعاصمة، إلى أن الوعي بأهمية زيارة طبيب العمل، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الأعمال الخطيرة عند العمال عموما، لا زال متدنيا بسبب قلة الوعي بأهمية وجود طب العمل في المؤسسات المشغلة، موضحا أنه في مجال الوعي، لابد من التفريق بين العمال الذين يعملون في مؤسسات، والعمال الذين ينشطون في بعض المهن الحرة، ويشرح "بالنسبة لمن يعملون في المؤسسات، ينبغي أن يكون طب العمل موجودا ويحرص على تقديم خدماته للموظفين، وهذا يتوقف على طبيعة العقد الذي يجمع بين المؤسسة المستخدمة والهيئة التي تقدم خدمات طبية، وعلى مدى حرص رب العمل على إخضاع موظفيه لزيارات طبية دورية، بينما الذين يمارسون أعمالا حرة، فهؤلاء تحديدا من يمثلون الفئة الأكثر تضررا، بسبب عدم وعيهم لأهمية طب العمل".
أوضح المتحدث أن أحسن مثال على ذلك، العمال الذين يشتغلون في تكسير الأحجار، إلى جانب كونهم غير مؤمنين اجتماعيا، فإن حياتهم جد قصيرة، إذ يعيشون بين 30 إلى 40 سنة، بسبب الأمراض التي تنتابهم نتيجة عدم استعمال الأقنعة الواقية التي تحميهم من تسرب غبار الأحجار إلى الرئة، الأمر الذي يتسبب في وفاتهم في سن جد مبكرة.
شروط العمل، حسب محدثنا، لا زالت غير محترمة في عدد كبير من المؤسسات المستخدمة، سواء كانت عامة أو خاصة، كالأقنعة الخاصة والقبعات والقفازات، مشيرا إلى أن أهم ما يجب على العامل الذي ينشط في أي عمل كان، إن حتمت عليه الظروف مزاولتها من أجل تأمين لقمة العيش، كالفئة التي تعمل في تكسير الأحجار على الأقل، هو أن تؤمن نفسها اجتماعيا حتى تستفيد من الامتيازات التي تقدمها خدمات مصالح الضمان الاجتماعي من جهة، وأن يكون لديهم نوع من الوعي حول الشروط الواجب توفرها لحماية أنفسهم من التعرض المبكر لبعض الأمراض، مشيرا إلى أنه عند الحديث عن الإهمال الصحي، يتحمل العامل 80 بالمائة من المسؤولية، لأنه لا يبحث في سبل حماية نفسه وتأمينها من بعض الأخطار التي قد تبدو ظاهرة، غير أنه لا يأبه لها "ولعل أبسط مثال على ذلك، العمال في ورشات البناء الذين لا يستعملون الأقنعة لحماية أنفسهم، حتى وإن أمنها لهم رب العمل"، يقول الأخصائي.
عن عدد الزيارات الطبية التي يمكن للعامل أن يقوم بها لحماية نفسه، ما يسمى بالأمراض الصامتة التي تكون موجودة لدى العامل، ولا يشعر بها إلا بعد مرور سنوات، بعد تفشيها، مثل داء الصمم بالنسبة للفئة التي تعمل في المصانع، وداء التهاب الجلد بالنسبة للعاملين في المواد الكيماوية، أكد الطبيب أن هذا يتوقف على الزيارة الأولى التي يقوم بها العامل، والتي على أساسها يتم تشخيص حالته، قائلا "من هنا تظهر أهمية طب العمل في كل أنواع المهن، إذ أنها تسمح بتشخيص الداء في بدايته، والشروع مبكرا في العلاج، خاصة إن تعلق الأمر ببعض الأمراض المزمنة أو المستعصية، الشيء الذي يتطلب بذل المزيد من الجهد لتوعية العامل صحيا".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/12/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com