لا أريد في موضوعي هذا التطرق إلى تفسير دوافع الآخرين وإقبالهم على فعل شيء ما، من منطلق أني غير مؤهل لذلك بل لا حق لي إطلاقا في الحكم على الآخرين بقرارات مسبقة، لكن كثيرا ما ينتابني شعور شخصي بمآل هذه الدوافع، وأتحمل مسؤوليتي في ذلك .ذلك أننا صرنا نعيش بدايات لا حصر لها، تتلاحق في اطراد مستمر، تفاجئ الجميع وتباغت الكل العالم الخبير والحاكم الضليع والعادي الوضيع، وهي البدايات التي ولّدت عندنا قناعات تجعل منا نحكم على أنفسنا أننا لا نحضر لنهايات، أهداف تلك البدايات وبشواهد مراميها .
إنه الحال الذي ينبئ بجهل المصير لأن المزج بين التشاؤم والتفاؤل فيما تصبو إليه حركات الشعوب التي اجتاحت بعضا من الدول العربية، وهي الحركات التي لم تمر دون أن تخلف تحت رماد حريقها ضحايا سينساهم الزمن يوما ويأتي على محو رسم قبورهم، إن لم يأت لمحاسبتهم وعلى نبشر قبورهم في زمن ما مما يدفعنا إلى الاستشهاد أن الدليل قاطع على أنها لا تمر بسلام في المجال السياسي فحسب إنما كذلك في الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وأخطر من ذلك الأمنية وهو المجال المعقد الذي كثيرا ما يقوم على الانتقام المدمر .
إن من يتابع ترهل بعض الأنظمة العربية في وطني الكبير وما آلت إليه بلدانهم، والتي بدا للعيان أنه سبق وأن نمت فيها وترعرعت وبحدة الأطراف المتناقضة وغير المنسجمة فيما بينها بقاسم مشترك واحد يجعل منها تحافظ على ماء الوجه .
إن من يتابع باهتمام ما يحدث على خشبة المسرح العربي ويتمعن في من يقومون بالأدوار عليها في مختلف مشاهد المسرحية العربية الدائرة رحاها، سواء منها تلك التي قضت على حكامها وما نتج عنها من ظواهر الهروب من الواقع ومظاهر عدم الوصول إلى المبتغى، أو تلك التي ما تزال تحاول كسب رهان رحيلهم، والتي ما يكون مصيرها سوى مثل ما سبقها من مثيلات .
يؤمن إيمان العجائز، ولا يبقى عنده مجال للشك في أن الجمع بين التطرف في الذهن والتخلف الذهني يفسح المجال أمام الأول إلى أن ينتحل كل مربع تغيب عنه الدولة غير المدركة بمدى خطورة عدم العناية بالفقراء والمعوزين، ولو بمبرر انصرافها إلى قضايا أخرى ولو كانت جادة.
إن الخوف لا يدوم وإن الزواج عن طريق القهر والإجبار لا يعمر طويلا ن وإن الإكراه يتحول في لحظة من اللحظات إلى انتحار هالك، وزمهرير حارق، وبالمقابل فإن المناداة بالحرية إذا تحولت إلى شعور سيئ وسلوك قبيح وتصرف جنوني، فإنه من الصعب تحويلها إلى قاعدة علمية صحيحة يؤخذ بها ويستنار بفورانها الذي قد يؤدي إلى سوء العاقبة ... !؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/07/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : صوت الأحرار
المصدر : www.sawt-alahrar.net