استغنت الأسر القسنطينة عن العديد من العادات والتقاليد التي ورثتها عن آبائها وأجدادها خلال هذا الشهر الفضيل، بالرغم من أن هذه العادات كانت تميز عاصمة الشرق المشهورة بالمحافظة على تقاليدها، خاصة خلال رمضان، لما له من أهمية كبيرة ومكانة عالية على غرار باقي ولايات الوطن.فتبادل الأطباق الرمضانية بين الجيران من أهم العادات التي تميز المجتمع القسنطيني، لما لهذه العادة الحميدة من قيم أخلاقية، كونها تغرس مفاهيم رائعة في نفوس الصغار والكبار، حيث كان يطلق على العادة تبادل «العيش والملح»، وبحكم العشرة والعيش والملح الذي أصبح بين الجيران، يقف الجار مع جاره في المسرات والأحزان، غير أن هذه العادة الحميدة التي تعبر في صميمها عن ذلك الترابط الاجتماعي والأسري، بدأت في التراجع شيئا فشيئا، ومن سنة إلى أخرى، فبعد أن كان الجيران قديما يتبادلون الوجبات فيما بينهم يوميا وطيلة شهر كامل، حيث كان كل بيت يستقبل أشهى الأطباق الرمضانية التي تتنافس فيها ربات البيوت، على غرار طاجين العين، شباح الصفرا، الشخشوخة، الرشتة وغيرها من الأطباق التقليدية، بل تتعداها أحيانا إلى الكسرة وخبز الدار وغيرها، باتت الأسر اليوم مشغولة بتحضير أطباقها وغلق أبوابها.وبمجرد الحديث عن العادات الرمضانية الحسنة التي اندثرت أو تكاد يقول كبار السن إذا ما سألت أحدهم عن الفرق بين الحاضر وما ولى بالأمس، «رمضان اليوم ليس كرمضان أمس، ويسترسل المجيب في سرد حكايات تلخص ما اندثر من عادات وتقاليد نابعة من العمق الحضاري لهذه المنطقة، حيث قالت الحاجة فاطمة بأن رمضان قسنطينة كانت له نكهة خالصة لا تحس بها اليوم، خاصة مع التطور والتقدم، مؤكدة أن رمضان الأعوام الأخيرة فقد بركته، حيث قالت الحاجة بأن في رمضان زمان كانت تجتهد النساء في إعداد أشهى الأطباق، أما اليوم فكل شيء بات يباع جاهزا، لأن كل النساء عاملات ولا وقت لديهن، وهو ما لمسته عند كناتهن.أما السيدة وهيبة وعن عادة تبادل الأطباق الرمضانية، فذكرت أن أهل بيتها كانوا قديما يفضلون أكل الجيران من الطعام المعد في البيت، حيث قالت بأن تبادل الأطباق المستمر في رمضان كان يمنح لهن فرصة ليتعلمن من جاراتهن كيفية إعداد بعض الأصناف، بعد تذوقها وإعجاب أفراد الأسرة بها، ليلازم تبادل الأطباق تبادل الوصفات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : شبيلة ح
المصدر : www.el-massa.com