الجزائر

الطبقة السياسية الغائب الأكبر



الطبقة السياسية الغائب الأكبر
كشفت الأحداث التي عاشت على وقعها غرداية في الأيام الأخيرة والتي وصلت إلى حد سقوط ضحايا، عن إفلاس الطبقة السياسية عموما والأحزاب المحسوبة على المعارضة على وجه التحديد، ليتأكد بذلك الفراغ الكبير في الساحة الوطنية، لاكتفائها في أحسن الأحوال بإصدار بيانات استنكار بعد تجدد المواجهات، في الوقت الذي يفترض بها التواجد في الميدان والحيلولة دون وقوع مأساة بهذا الشكل والحجم.تطرح الأحداث الأليمة التي عاشها سكان غرداية في غضون الأسبوع المنقضي التساؤل مجددا حول دور بعض الأحزاب السياسية في الجزائر وكذا الحركة الجمعوية، التي تكاد تكون غائبة في الميدان وفي حال حضورها يقتصر خطابها على الجوانب التنظيمية والسياسية على غرار تعديل الدستور في الآونة الأخيرة، وكذا الاكتفاء بتوجيه انتقادات دونما تقديم البدائل.وقد فشلت بعض التشكيلات السياسية بامتياز من جديد في امتحان «غرداية»، الذي يفسر إلى حد كبير التراجع الكبير لها، لاسيما في كسب ثقة المواطنين خلال مختلف الاستحقاقات الانتخابية، ويحملها بشكل مباشر مسؤولية عزوف الناخبين عن أداء حقهم وواجبهم الانتخابي وعدم تمكنها من استعادة ثقته ووعائها الانتخابي، وإذا كان من حق الأحزاب الانتقاد، فإنه بالمقابل يقع عليها دور لابد أن تقوم به على أحسن وجه، إلا أنها أكدت مرة أخرى أنها الحاضر الغائب الكبير، وأنها تكتفي بدور المتفرج.والأمر لا يختلف بالنسبة للحركة الجمعوية التي لا يعكس عددها تواجدها في الميدان، ورغم توجيه الانتقادات التي تعيب عليها عدم نشاطها في الميدان ولعب دورها، إلا أن حضورها وتواجدها يكون عادة بشكل مناسباتي.ويبقى الأمر الأكيد أن الأحزاب والجمعيات مطالبة اليوم بمراجعة حساباتها ولعب الدور المنوط بها وتفعيل تواجدها في الميدان لأن الاكتفاء بالانتقاد والاستنكار مرحلة ينبغي تجاوزها وبلوغ مرحلة الطرف الفاعل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)