الجزائر

الضغوطات النفسية تخلط اوراق المقبلين على البكالوريا



توتر.. قلق وفوبيا من الوباء والأسئلة
الضغوطات النفسية تخلط اوراق المقبلين على البكالوريا
مع بدء العد التنازلي لاقتراب امتحانات البكالوريا تزداد تخوفات المقبلين على الامتحان لاسيما مع الأزمة الصحية التي نمر بها والانقطاع عن مقاعد الدراسة والابتعاد عن الجو الدراسي لاكثر من خمسة اشهر مما ادى إلى ضغوطات نفسية كبيرة للممتحنين وعائلاتهم واخلط عليهم اوراق التحضير للامتحانات.
نسيمة خباجة
التحضيرات للامتحانات النهائية سواء بالنسبة للبكالوريا أو البيام في هذه السنة تأتي في ظروف استثنائية تزامنا مع استمرار تفشي وباء كورونا الذي فرض غيابا عن المدرسة منذ منتصف شهر مارس الماضي أي حوالي خمسة اشهر بعدها أعلنت وزارة التربية عن مواعيد الامتحانات النهائية المقرّرة في سبتمبر القادم وهو ما أدخل التلاميذ المقبلين على الامتحانات في دوامة من التفكير والخوف فيما تم اصدار قرار الانتقال لجميع الاطوار باحتساب الفصلين الاول والثاني أما امتحان شهادة التعليم المتوسط فيبقى اختياريا على المتمدرسين وكان اجباريا بالنسبة لشهادة البكالوريا بالنظر إلى وزن الشهادة والقيمة التي تحظى بها كامتحان وطني.

تحضيرات بطعم كورونا
امتحانات هذه السنة أتت في ظروف استثنائية وهو واقع لا يختلف عليه اثنان بحيث يتخوف تلاميذ البكالوريا من صعوبة الامتحانات وكذا من الجهد الذي تتطلبه التحضيرات وهم يعانون خلال هذه الفترة من ضغوطات نفسية حادة بسبب وباء كورونا وما يعايشه الكل من توتر وقلق بسبب العزل والحجر الصحي بحيث لحقت الانعكاسات السلبية بكل الاسر وانجرّت عنها ضغوطات نفسية حادة ادت إلى استعصاء خطوة التحضيرات على الابناء والاسر خصوصا مع الرفع التدريجي للحجر الذي ادى إلى خروج العائلات من أقفاصها إلى المنتزهات والشواطىء مما اخلط الاوراق على العائلات التي تضم ممتحنين واقتضى عليها الامر المكوث مع ابنائها للتحضير الجيد وتوفير الظروف وابعاد مشاعر القلق والتوتر عن الابناء.
تقول السيدة وهيبة إن ابنتها ستجتاز شهادة البكالوريا شعبة آداب مما يجعل مواد الحفظ ترهقها كثيرا ولذلك تجتهد لتوفير كافة الظروف لها في البيت لاسيما مع المرحلة الحساسة التي اجتزناها مؤخرا ولازالت انعكاساتها لحد الآن بسبب وباء كورونا واضافت انها لا تحرمها طبعا من الخروج وبين فترة واخرى وتزامنا مع رفع الحجر تدريجيا تنظم خرجات إلى المنتزهات والشواطىء مع العائلة برفقة ابنتها للترويح عن نفسيتها وابعادها عن اجواء المذاكرة المرهقة كثيرا لاسيما مع الظروف التي عشناها وبُعد التلاميذ عن مدارسهم لفترة طويلة لها تأثيراتها طبعا حسبها.
المذاكرة الجماعية محظورة
يميل الكثير من المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا إلى التحضير الجماعي لاسيما في الشعب العلمية لفك وحل التمارين المحتملة في اسئلة الامتحان لكن خلال هذه السنة كانت المذاكرة الجماعية محظورة لما فرضه وباء كورونا من اجراءات وقائية تستلزم التباعد الاجتماعي واحترام مسافة الامان لمنع انتقال العدوى وهي خطوة صعبة لم يتحمّلها التلاميذ الذين ألفوا المراجعة الجماعية في المكتبات والمنازل ورأوا انها تمكنهم اكثر من تبادل الافكار وتقوي الاستيعاب بين التلاميذ ففي هذه السنة فرضت كورونا عزلة التلاميذ خلال المراجعة يقول وسيم مقبل على البكالوريا في شعبة العلوم إنه لم يستوعب ما هو جار في هذه السنة فبعد غياب عن المدرسة لفترة طويلة يجد نفسه يحضر لامتحان مصيري وهام وقال إنه يتخوف كثيرا من صعوبة الامتحان في مختلف المواد خصوصا مع الازمة النفسية التي يعاني منها المقبلون على البكالوريا والتي خلفها وباء كورونا كما انه اعتاد على المراجعة الجماعية مع زملائه وكورونا عزلتهم عن بعضهم البعض في فترة حساسة تحتاج إلى الدعم النفسي والترويح عن النفس مع الاصدقاء وتمنى في الاخير ان تكون الاسئلة سهلة بعيدة عن كل صعوبة وتعقيد.
العالم الافتراضي بديلا للمراجعة
كان العالم الافتراضي بديلا للمراجعة بين التلاميذ في ظل حظر ومنع المراجعة الجماعية من اجل حماية سلامة التلاميذ ومنع انتقال عدوى الوباء بحيث اختار البعض اللجوء إلى الاتصال مع زملائهم عن طريق السكايب والماسنجر والفايسبوك وغيرها لكي لا يقطعون الاتصال نهائيا ويحسون بالعزلة وهم في حالة من التوتر خلال تحضيراتهم للامتحان الذي يتزامن مع ازمة صحية عشناها ولازلنا نعايش مخلفاتها السلبية على اكثر من صعيد وعلى راسها التاثيرات النفسية.
تقول التلميذة ريم إنها تُقبل لأول مرة على اجتياز البكالوريا وهي متخوفة جدا خصوصا مع الظروف التي اجتزناها في هذه السنة في ظل ازمة كورونا التي اثرت على الجميع بما فيهم المتمدرسين وقالت إن الانقطاع عن المدرسة لمدة تقارب الستة اشهر من شأنه ان ينسينا في الجو الدراسي مما يؤدي إلى استعصاء خطوة المراجعة والتحضير للامتحان الا انها ضرورة قصوى بعد القرار الحكومي باجراء البكالوريا لذلك تقبل على الوسائط الاجتماعية بكثرة في هذه الفترة بغية التحضير للبكالوريا كما تتصل بزملائها عن طريق السكايب لحل المسائل وتبادل الافكار والرفع من درجة الاستيعاب والفهم.
كل من تحدثنا اليهم اجمعوا على أن التحضير لامتحانات مصيرية كامتحان البكالوريا بعد انقطاع عن الدراسة دام لأكثر من خمسة اشهر هو امر صعب في ظل مخلفات ازمة كورونا وتاثيراتها النفسية الوخيمة بسب بعض الظروف التي عاشتها اغلب العائلات الجزائرية التي مسها الوباء من قريب أو من بعيد فالكل تأثر حتى من لم تنتقل له عدوى المرض نذكر من بينها العائلات التي يعمل افرادها في السلك الطبي والامني ومصالح الحماية المدنية وغيرها من الاسلاك التي كانت ساهرة خلال الوباء تلك الاسر التي تأثر أبناؤها بسبب غياب وفراق اوليائهم لاسيما المقبلين على امتحانات التي تحتاج الدعم النفسي وتهيئة الظروف للحفظ والمراجعة ويأمل الممتحنون وأولياؤهم ان تكون الاسئلة في مختلف المواد يسيرة الحل وغير معقدة وتكون تبعا للظروف التي عايشناها بسبب ازمة كورونا وتأثيراتها النفسية على الكل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)