''الصوم أحسن شيء نعلمه لأطفالنا للحفاظ على صحتهم '' الدكتور لعربي كريس (مختص في طب الأطفال والحساسية):

التقينا بالدكتور لعربي كريس، المختص في طب الأطفال والحساسية الذي أفادنا بنصائح مهمة تخص موضوع الصوم لدى الأطفال، حيث أكد على أهمية مراقبة طفلنا وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الكبار من خلال مراعاة قواعد مهمة جدا تهدف إلى جني فوائد صحية جمة والتي أثبتت صحتها البحوث العلمية في عصرنا الحالي ودعا إليها منذ قرون خلت رسولنا الكريم في حديثه الشريف القائل: '' صوموا تصحوا '' .

إذا أراد الطفل الصوم مثله مثل الكبار، كيف نسمح له بذلك؟
¯ كثير من الأولياء يجبرون أطفالهم الصغار على الصيام منذ سن مبكرة من أجل تحضيرهم وتعويدهم قبل عمر البلوغ للقيام بهذا الفرض على أحسن وجه والذي يحث عليه ديننا الحنيف، ولتحقيق الهدف المنشود دون تعريض حياة أطفالنا للخطر، على الأولياء عدم إجبار أبنائهم الصيام في مرحلة أولى ومن الأفضل تركهم يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم. بإمكان الطفل الصوم وفق مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر لديه ونذكر أهمها مراعاة السن التي من الأفضل أن تكون ما فوق العشر سنوات، وأن يكون وزن الطفل يوافق عمره وطوله، فإذا كان جسم الطفل هزيلا لسبب مرضي من الأفضل عرضه على الطبيب قبل البدء في تعليمه الصوم، لأنه من الممكن تعريض حياته للخطر ويبقى الأخصائي الوحيد الذي بإمكانه أن يقرر ما إذا كان الصوم يضر بصحة الطفل أم لا في هذه الحالة.
في حالة السماح للطفل بالصيام، ماذا يتوجب فعله بالإضافة لما ذكرتم سابقا ؟
¯ من المهم أن نعلم أطفالنا كيفية الصيام الصحيحة ليعتادوا على ذلك مستقبلا، لكن بالموازاة يتوجب علينا كأولياء وضع أبنائنا تحت المراقبة العينية المشددة طوال أوقات الصوم، وبالخصوص في الساعات الأخيرة منه، علما أن فترة الامتناع عن الشرب والأكل في هذا الشهر الكريم قد تصل تقريبا إلى ال 16 ساعة يوميا بالإضافة إلى ما يشهده هذا الفصل من ارتفاع كبير في درجة الحرارة. ومن الضروري أن يتناول الطفل سحورا جيدا لما فيه من بركة ويعد أمرا مثبتا علميا مع الحرص على إعطائه وجبات كاملة عشية الإمساك وتذكيره من الحين إلى الآخر بشرب الماء بكثرة في المساء، وهذا ما بإمكانه تجنيب الأطفال مشكل الجفاف الذي قد يتعرضون إليه في حالة ما إذا لم يتناولوا القدر الكافي من الماء ومهم جدا عدم تركهم يبذلون جهدا بدنيا خلال فترة الصوم كاللعب بالكرة أو الجري وغيره في الهواء الطلق من أجل عدم تبذير طاقتهم الحرارية التي تساعدهم على إتمام الصوم طوال الفترة المحددة لذلك .
ما رأيك في الأولياء الذين يرغمون طفلهم على إكمال الصيام رغم عدم قدرته، وهل هناك خطورة على حياته؟
¯ هناك من الأولياء من يقول : '' لقد صام ابني 14 ساعة ولم يبق له سوى ساعتين عن وقت الإفطار ''، فيقومون بالتحايل عليه ويحتمون عليه إكمال الصوم، لكنهم في الحقيقة لا يدركون درجة الخطورة، لأنهم يعرضونه إلى الموت في أي لحظة، فالرعاية والمراقبة الدقيقة إلزامية في الأوقات العادية، فما بالك أثناء صوم الطفل، أين تصبح أكثر من ضرورية. توجد أعراض أولية دالة على عدم قدرة الطفل مواصلة الصوم والتي من الواجب أن يتفطن إليها الوالدان ونذكر منها الضعف العام الذي يشكو منه الطفل باستمرار مع الهزال في حالة صوم الطفل لأيام عديدة، كما يلاحظ أيضا عليه خلوده للنوم طوال فترة صيامه مع إحساسه بالصداع الشديد و التقيؤ وتعرض البعض من أطرافه لتشنجات متكررة، فعند ملاحظة مباشرة هده العلامات يجب على الطفل أن يفطر تجنبا لظهور أعراض أخرى أكثر خطورة والتي تدل على تعرضه لانخفاض حاد في نسبة السكر في الدم و تتمثل في الرعشة والتخبط، حيث تجعله في حالة غيبوبة وربما قد تصل الخطورة إلى درجة الموت لا قدر الله.
ما هي النصائح التي تقدمونها للآباء في الأخير؟
¯ شيء جميل أن يحرص كل واحد منا على تعليم طفله ركنا أساسيا من ركن الإسلام، ويكون أجمل إذا توخينا الحذر والتعقل عند تعليمه إياه، من الأفضل تلقين الطفل الصيام بتقسيم اليوم إلى فترات وتعويده حينها الصيام لساعات محددة أو لنصف يوم قبل أن يصل إلى صيام يوم واحد وبعدها يوم أو يومين في الأسبوع وهكذا بطريقة تصاعدية إلى أن يستطيع جسمه التعود على الإمساك دون الضرر بحياته بفضل المراقبة الدقيقة لحالة الطفل الصحية أثناء كل تلك المراحل، أما في ما يخص الأطفال المصابين بالأمراض المزمنة فلا يمكنهم الصوم إطلاقا لأن ذلك يمكن أن يعرضهم لتدهور صحتهم ومن الضروري أخذ الحيطة والابتعاد عن ذلك كلية.