الجزائر

الصلاة هنا والمطر هناك



الصلاة هنا والمطر هناك
أقيمت صلاة الاستسقاء في الجزائر مؤخرا فهطلت الأمطار في فرنسا، وتهطل حاليا في كندا واستغرب البعض عجائب الطبيعة وقدرة الخالق في تدبير وتسيير أمور الخلق، ولكن لا عجب في أمر منطقي لأن فرنسا وكندا وحتى بلاد الهند والسند هي مصدر قمحنا وخبزنا " ومطلوعنا" ومن الطبيعي جدا ان تتم صلاة الاستقاء هنا وتهطل الأمطار هناك، ففي النهاية الزرع ينبت في فرنسا ما دام انه عندنا ما عدنا نحصد سوى غبار " البيطون" الذي تم زرعه، وقديما يحكي الشيوخ أنه حين يصلي الناس صلاة الاستسقاء تنهمر السيول قبل ان يرفعوا جباههم من السجود، حتى ان قطرة من مطر توازي حبة زيتون، أما اليوم فالأمطار حتى وان سقطت غزيرة فإنها تأتي متأخرة، وتأخذ معها ما بقي من قمح مزروع فاسحة المجال للقمح الفرنسي المستورد ما دام ان شعيرنا ودقيقنا وحتى زيتنا لا يطعم حتى أهل قرية واحدة. إذا في انتظار ان تزرع ما تبقى من ارض صالحة للفلاحة فإن الامطار ربما مؤجلة إلى زرع آخر، وان سقطت هذه المرة فإنها لا تسقط سوى رحمة بالدواب والشيوخ الركع والأطفال الرضع، وإن لم تسقط فتلك كارثة على الجميع شعب وحكام وما على الناس جميعهم سوى انتظار الأسوأ الذي لا يعلمه أحد، بعد أن وصل حالنا إلى ما يجعل الدواب تخشى السخط بسبب البشر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)