لصراع أو النزاع التنظيمي ظاهرة لا تخلو منها منظمة من المنظمات، فهي تحدث بداخلها في أشكال متعددة من خلاف أو جدال كرد فعل لتلك التفاعلات وسطها، والمنظمة جهاز له أهداف محددة تسعى إلى تحقيقها في البيئة الاجتماعية التي توجد بها من خلال تنظيم الأدوار والعلاقات والمهام وتوزيع السلطات والمسؤوليات حيث توجد داخل بناء محدد له معاييره وقوانينه ونظمه، ومن خلال نشاطها تتولد عمليات تفاعلية ينتج عنها ظهور الصراع التنظيمي، ولعل من أهم مصادره هو حدوث إعادة تشكيل أو تغيير عناصر المنظمة بما يحقق أهدافها مما يفرض على الأفراد وجماعات العمل إيجاد طرق وأساليب تكيف واندماج مع الواقع الجديد، إن هذه الأخيرة تتطلب من الفرد إعادة بناء علاقات جديدة وأعباء وتكاليف إضافية وأنماط سلوكية معينة للحفاظ أو الدفاع على المكتسبات المحققة أو البحث عن مكتسبات جديدة، غير أن المعطيات الجديدة للتغيير لا تسمح للفرد بتحقيق هذه الأهداف في الكثير من الأحيان مما يدفعه إلى التعبير عن عدم رضاه أو عدم قبوله أو عدم تأييده بشكل جزئي أو كلي لهذه المعطيات أي مقاومتها أو رفضها، مما يفتح المجال لإمكانية وجود تناقضات واختلافات تتدرج من الاختلاف في وجهات النظر إلى أشكال أكثر حدة تظهر في صورة صراع أو نزاع قد يكون نفسي على مستوى الفرد أو بين طرفين( بين فردين، بين الفرد وفريق العمل، بين فريقي عمل أو مصلحتين أو حتى بين منظمتين) ولكل آثاره ونتائجه، حيث نهدف في هذه المداخلة إلى تحليل الابعاد النفسية للصراع على المستوى الفردي والجماعي كمظهر من مظاهر مقاومة التغيير أو صعوبة التكيف مع واقع ومعطيات التغيير الجديدة في المنظمة أو في عناصرها وبيئتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عباس سمير
المصدر : مجلة الباحث في العلوم الإنسانية و الإجتماعية Volume 8, Numéro 25, Pages 133-143 2013-01-15