انقلبت مختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية على نظام المخزن المغربي، من خلال تغطيتها للذكرى 40 المزعومة ل»المسيرة الخضراء»، حيث تناولت الحدث الذي حاول المغرب الترويج له عالميا، لتغليط الرأي العام من خلال محاولة إعطائه قضية الصحراء الغربية بعدا تنمويا، وكأن الشعب الصحراوي بحاجة إلى مناصب عمل أو مشاريع، التي هي في حقيقة الأمر مطلبا للشعب المغربي الذي يعيش الويلات الاجتماعية.قامت مختلف القنوات العربية والأجنبية التي تناولت مهازل الملك المغربي محمد السادس في مدينة العيون المحتلة، بالحديث عن حل القضية الصحراوية على مستوى الأمم المتحدة، وأجمعت قنوات «فرانس 24» وقناة «الجزيرة» على ضرورة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وإجراء استفتاء مثلما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة.وفتحت قناة «فرانس 24» المجال للبوليساريو للتعبير عن موقفها، حيث أكد محمد بن خروف أن ما يقوم به المغرب هو تهريج وهروب من الواقع، وعلق نفس المصدر بأن المشاريع التنموية التي حاول ملك المغرب إيهام الرأي العام بأنها مناصب عمل ومحلات تجارية، وهذه الفكرة في الحقيقة استعملها «شارل ديغول»مرجع المغرب منذ احتلال الصحراء الغربية، حيث حاول إغراء الجزائريين في 1958 بمشروع قسنطينة، الذي أعلن فيه مشاريع سكنية وتنموية للجزائريين، ولكنه انهزم شر هزيمة، ويظهر أن المغرب لم يحفظ الدروس التاريخية المحيطة به، وحتى الأرض تنكر الأجنبي عنها، وهو ما سيلقاه المغرب الذي دعته الأمم المتحدة إلى ترك التهريج والتغليط وتضييع الوقت والجلوس في مفاوضات جدية مع جبهة البوليساريو، لإيجاد حل نهائي يمر عبر إجراء استفتاء تقرير المصير.وقامت «فرانس 24» ببث صور تفضح المغرب، من خلال تركيزها على سيارات فارهة وفتيات جئن من المدن الشمالية المغربية بموضة غربية، يحتفلون بإخراج رؤوسهن من السيارات الفارهة، وهي المشاهد التي تعقب عادة مباريات كرة القدم، ما جعل الرباط أضحكوة وحتى المدعوين دفعت لهم مبالغ مالية بالدولار على غرار اللاعب الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا، الذي قبض أكثر من مليون دولار، لم يكن في صورة عادية وقام بحركات بهلوانية وكأنه في سيرك. وتقاطعت كل وسائل الإعلام الغربية والعربية، في إبراز خريطة الصحراء الغربية على الخرائط التي أرفقت التغطيات، وهو ما يؤكد بأن الاعتراف بدولة الصحراء الغربية ليس ببعيد وأضحى حقيقة تاريخية.ويظهر أن العمل الكبير لممثلي جبهة البوليساريو في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، قد حرك المجتمع المدني الذي خرج في مظاهرات مساندة للقضية الصحراوية، ومنددة بالمغرب الذي يتمادى في خلق الأكاذيب والذرائع لتبرير احتلاله ونهب ثروات الشعب الصحراوي.ويتساءل فقهاء السياسة والعلاقات الدولية عن دوافع الترويج لمبادرة الحكم الذاتي، مع ادعاءات المغرب الذي يقول بأن الأقاليم الصحراوية تابعة له، فأي دولة تمتلك أقاليم تحاول منحها الحكم الذاتي؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/11/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حكيم بوغرارة
المصدر : www.ech-chaab.net